٤ ـ الشيخ فخر الدين الطريحي :
«وفي الخبر : (من رآني ؛ فقد رآني) ؛ يعني أنّ رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم ليست أضغاث أحلام ، ولا تخيلات شيطان ، والرؤية بخلق الله لا يشترط فيها مواجهة ولا مقابلة. إن قيل : بالجزاء هو الشرط؟
أجيب بإرادة الزمه ؛ أي فليستبشر فإنّه رآني) (٢٩٧).
أقول : هذا الرأي قال به الكرماني في شرح البخاري : «(فقد رآني) ؛ أي رؤيته ليست أضغاث ولا تخيلات الشيطان ، كما روي : (فقد رآني الحق). ثم الرؤية بخلق الله لا يشترط فيها مواجهة ولا مقابلة. فإن قيل : كثيراً ما يرى على خلاف صفته ، ويراه شخصان في حالة في مكانين.
قلت : ذلك ظن الرائي أنّه كذلك ، وقد يظن الظان بعض الخيالات مرئياً لكونه مرتبطاً بما يراه عادة ، فذاته الشريفة هي مرئية قطعاً لا خيال فيه ولا ظن. فإن قلت : الجزاء هو الشرط؟ قلت : أراد لازمه ، أي فليستبشر فإنّه رآني. وقال الطيبي : إيجاد الشرط والجزاء يدل على المبالغة ؛ أي رأى حقيقتي على كمالها)» (٢٩٨).
أولاً ـ إنّ لفظ (من رآني) ، هو الشرط. ولفظ (فقد رآني) ، هو الجزاء.
ثانياً ـ لعلّ ما ذكره الشيخ الطريحي هو أساساً للكرماني ، وإقتصر على ما وافقه عليه ، وسيأتي زيادة إيضاح ورَدّ بالنسبة إلى ما ذهب إليه من إنكار رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصفات مختلفة أو يراه شخصان.
__________________
(٢٩٧) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ، ج ١ / ١٦٨.
(٢٩٨) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٥٨ / ٢٣٧.