السيد محسن الأمين :
«واعلم أنّ من علامات صحة المنام كونه منتظماً غير مشوش كأنّه مرئي في اليقظة ، ومن علامات عدم صحته كونه مشوشاً غير منتظم ، ومن إمارات كذب مدعي رؤية المنام ذكره أموراً مطوّلة ، وتفاصيل مرتبة منظمة قلّما يتفق مثلها في اليقظة ... ومن هذا القبيل ما أورده معاصرنا الشيخ يوسف النبهاني البيروتي في كتاب له أسماه (سعادة الدارين) مملوه بالمنامات ، ومما أورده فيه صفحة (١٥٨) : عن عمر بن نجا الساري أنّه قال ـ ما ملخصه على طوله ـ : دخلت المسجد الحرام وكان بيَّ نوعاً تكسر ودوران رأس ، ووقعت على جنبي الأيمن ؛ لئلا يأخذني النوم فتنتقض طهارتي ، فإذا رجل من أهل البدع جاء ونشر مصلاه وأخرج لويحاً من جيبه أظنه الحجر وعليه كتابه وصلى صلاة طويلة مرسلاً يديه فيها على عادتهم (وما الذي عابهُ من إرسال اليدين في الصلاة وهو مذهب الإمام مالك) ، وكان يسجد على ذلك اللوح ، وإذا فرغ من صلاته سجد عليه وأطال ، وكان يمرغ خديه ويتضرع في الدعاء ، فلما رأيت ذلك كرهت وقلت في نفسي : لئن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيننا لنخبره بسوء صنيعهم من أرض مباركة ، والسجود على الأرض أفضل باتفاق المسلمين) ثم غلبني النوم فكنت بين اليقظة والمنام فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحاب المذاهب بيد كل منهم كتاب مجلد يريدون قراءة مذاهبهم واعتقادهم عليه والنبي على زي أهل التصوف (طبعاً لأنّ رائي المنام صوفي) ، فجاء الإمام الشافعي ، ثم الإمام أبو حنيفة وبيد كل كتاب فقرأ عليه مذهبه وإعتقاده وجلس بجنب صاحبه ، ثم جاء صاحب كل مذهب وكلهم يقرأ ويقعد بجنب الآخر. فلما فرغوا إذا واحد