قصة تشيعه :
والقصة كما ذكرها العلماء والمؤرخون ، تتلخص فيما يلي :
إنّ والديه ناصبيين ، ولم يكن لهما ولد ذكر ، فنذرت أمه إن ولد لها ذكر تبعثه لقطع الطريق السابلة من زوّار الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ، من أهل جبل عامل الذين يعبرون الموصل ، فولد لها المترجم ، فلما بلغ أشدّه إبتعثته إلى جهة نذرها ، فلما بلغ إلى نواحي (المسَيّب) بمقربة من كربلاء المشَرّفة ، ينتظر قدوم الزائرين فإستولى عليه النوم ، وإجتازت عليه القوافل ، فأصابه الغبار ، فرأى فيما يراه النائم أنّ القيامة قد قامت وأمر به إلى النار ولكنها لم تمسه ، لما عليه من ذلك الغبار ، فانتبه مرتدعاً عن نيته السيئة ، وإعتنق ولاء العترة ، ذهب إلى كربلاء خلف الزائرين يعتذر من سيد الشهداء ، ونظم هذين البيتين :
إذا شئت النجاة فزر حسيناً |
|
لكي تلقى الإله قرير عين |
فإنّ النار ليس تمس جسماً |
|
عليه غبار زوار الحسين |
وقد إعتنى الشعراء بهذين البيتين تخميساً لهما ، نذكر منهم ما يلي :
١ ـ الشاعر المبدع الحاج مهدي الفلوجي الحلي ، المتوفى سنة (١٣٥٧ هـ) :
أراك بحيرة ملأئكَ رَيْنا |
|
وشَتّتك الهوى بيناً فبينا |
فطب نفساً وقر بالله عيناً |
|
(إذا شئت النجاة فزر حسينا |
لكي تلقى الإله قرير عين)
إذا علم الملائكُ منك عزماً |
|
تروم مزارهَ كتبوك رسماً |
وحُرِّمتِ الجحيمُ عليك حتماً |
|
(فإنّ النار ليس تمس جسماً |
عليه غبار زوّار الحسين) (٤٥٨)
__________________
(٤٥٨) ـ الأميني ، الشيخ عبد الحسين : الغدير ، ج ٦ / ١٢ ـ ١٣.