والجن / ١. وأيضاً نلاحظ هذا واضحاً في السيرة الحسينية ، نذكر منها ما يلي :
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (لما سار أبو عبد الله عليه السلام من المدينة أتته أفواج من مسلمي الجنّ ـ إلى أن قال ـ قال عليه السلام : وإذا أقمت بمكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس ، وبماذا يختبرون؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء؟ وقد إختارها الله تعالى لي يوم دحو الأرض ، وجعلها معقلاً لشيعتنا ، ويكون لهم أماناً في الدنيا والآخرة) (٨). وفي خطبة السجاد عليه السلام في مجلس يزيد : (أنا ابن من ناحت عليه الجن في الأرض والطير في الهواء) (٩).
٤ ـ الشيطان :
إبليس لعنه الله كان من الجن كما قال تعالى : (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) [الكهف / ٥٠].
وبذلك شَطَن عن الحق ، ونال اللعنة الأبدية ، فأصبح شَيطاناً مَرِيداً يقوم باغواء الإنسان ، وهو العدو المبين له ، إبتداء من آدم عليه السلام حيث وردت قصته معه في سبع سور من القرآن الكرمي : في الأعراف / ١١ ، ٢٧ ، والحجر / ٢٦ ، ٤٣ ، والإسراء / ٦١ ، ٦٥ ، والكهف / ٥٠ ، وطه / ١١٦ ، ١٢٣ ، وص / ٧١ ، ٨٥ ، والبقرة / ٣٠ ، ٣٩.
والمفهوم من سياق القصة أنّها قد إستهدفت العظة والتنبيه ، كما أنّها تنوعت في اسلوبها ، وهكذا يوضح لنا القرآن عداوة الشيطان وقد أكد على
__________________
(٨) ـ النوري ، ميرزا حسين : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٢١٧ ـ (باب ١٧ من أبواب المزار ـ حديث ٤).
(٩) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ١٧٤.