ذلك في ستة وتسعين مرة ، وفي كل مرة يذكرنا بأنّه عدو مبين ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : كيف يوسوس لنا الشيطان فيغوينا؟
إنّ وسوسة الشيطان لا ندري كيف تتم ، ومتى يقترب منا ، لأننا لا ندري عن كنه وحقيقة الشيطان ، حتى ندرك كيفيات أفعاله ، إلا أننا نعلم أنّ الشيطان يغوينا بطريقة ما. وبهذه الظاهرة الشيطانية والإعتقاد بوجودها ليست مقتصرة على المسلمين فقط ، بل لها وجود حتى عند غيرهم من الديانات كالمسيحية ، فقد عَبّر البابا (بولس الثاني) عن معارضته للأقوال المغايرة لعدم وجود الشيطان ، وقد صَرّح بحزم وقوة بأنّ الشيطان موجود فعلاً ، وذلك في خطبة ألقاها وسط حشد كبير في الفاتيكان عام ١٩٧٢ م.
قال فيها : «وإنّ من يرفض الإقرار بوجود الشيطان ، فهذه الحقيقة المرعبة المخيفة ، يخرج عن تعاليم العهد القديم والعهد الجديد. وبهذا فقد استقبل المؤمنون تلك الكلمات لبابا روما بحماس كبير مما جعلهم يستعيدون إيمانهم بحقيقة وجود الشيطان وبحقيقة مكافحته بأي وسيلة ، وخاصة الصلاة للرب بإيمان مخلص ، فلا يمكن للشيطان الإقتراب منهم إذا كانوا حذرين منه» (١٠).
«وأما القضية الهامة التي شغلت الصحف الإنكليزية في منتصف عام ١٩٣٤ م ، فقد كانت تتلخص في أنّ الدكتور : (الكسندر كانون) وهو طبيب وباحث ومتخصص في معالجة الأمراض العقلية ، قد وضع كتاباً بعنوان (الشيطان وتأثيره الخفي) وأورد ضمن صفحاته كافة صنوف السحر وآثاره وتعلقه بالشيطان ، ولم يسردها على شكل رواية ، بل على شكل بحث علمي
__________________
(١٠) ـ العبد الله ، رياض : الجن والشياطين بين العلم والدين / ١٦٩.