والمراد بـ(فيتفقهون معهم) ؛ أي يطلبون العلم ويخوضون فيه. وفي بعض النسخ (فيفقهون معهم) أي يصدقونهم ، أو يذكرون بينهم مثل ذلك (١٩٥). هذه بعض المواقف التي عالج بها الأئمة عليهم السلام ظاهرة القصّاص.
الثانية ـ السماح لهم تحت شروط معيّنة :
المستفاد من سيرة الأئمة عليهم السلام السماح للقصاصين بمزاولة القَصّ ، لكن بشروط معينة ، ولعلّ أهم شرط هو ما يلي :
أن يكون القاص عارفاً بأمور دينه ؛ كي يقوم بتفسير القرآن وإيضاح السنة والأحكام ، وإيضاح ما هو مدسوس في القصص من الإسرائيليات ؛ ولذا ينبغي لخطباء المنبر الحسيني سَلّمَهم الله ، أو يوضحوا للناس ما في القصص من الفوائد الدينية ، وينبهونهم على السلبيات الموجودة فيها ، بالأدلة العلمية المقنعة حتى لا يكون الخطيب قَاصّاً ، ويترتب عليه ما ورد عن الأئمة عليهم السلام في شأن القصّاص.
ومن النماذج على ذلك ما يلي :
١ ـ عن ابي عبد الرحمن السلمي قال : «مَرّ علي بن أبي طالب عليه السلام برجل يقَصّ ، فقال : أعَرِفت الناسخ من المنسوخ؟! قال : لا. قال : هلكت وأهلكت» (١٩٦).
٢ ـ «قال علي عليه السلام للقاص : أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال : نعم. قال : قال : قُصّ» (١٩٧).
__________________
(١٩٥) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٧١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ «بتصرف».
(١٩٦) ـ السيوطي ، عبد الرحمن بن ابي بكر : الدر المنثور ، ج ١ / ١٠٦.
(١٩٧) ـ ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي : القصاص والمذكرين / ١٠٥.