٤ ـ ذكر القصاصون عند الصادق عليه السلام فقال : لعنهم الله إنهم يشيعون علينا. وسئل الصادق عليه السلام عن القصاص ، أيحل الإستماع لهم؟ فقال : لا وقال عليه السلام : من أصغى إلى ناطق ؛ فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله ؛ فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن إبليس ؛ فقد عبد إبليس.
وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى : (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) (١٩٢) ، قال : هم القصاص (١٩٣).
وعن عباد بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : (إني مررت بقاصّ يقص وهو يقول : هذا المجلس لا يشقى به جليس. قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : هيهات هيهات ، أخطأت أستاهم الحفرة ، إنّ لله ملائكة سيّاحين ، سوى الكرام الكاتبين ، فإذا مرّوا بقوم يذكرون محمداً وآل محمد قالوا : قفوا فقد أصبتم حاجتكم ، فيجلسون ، فيفقهون معهم ، فإذا قاموا عادوا مرضاهم وشهدوا جنائزهم ، فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس) (١٩٤).
بيان وإيضاح :
الإستاه : بفتح الهمزة والهاء ؛ جمع الإست باكسر ، وهي حلقة الدبر. والمراد بالحفرة : الكنيف الذي يتغوط فيه ، وكأنّ هذا كان مثلاً سائراً ، يضرب لمن إستعمل كلاماً في غير موضعه ، أو أخطأ خطأ فاحشاً. وقد يقال : شبهت أفواههم بالأستاه تفضيحاً لهم ، وتكرير هيهات ـ أي بعد هذا القول عن الصواب ـ للمبالغة في البعد عن الحق.
__________________
(١٩٢) ـ الشعراء / ٢٢٤.
(١٩٣) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٦٩ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥.
(١٩٤) ـ الكليني ، الشيخ محمد يعقوب : الكافي ، ج ٢ / ١٨٦.