رابعاً ـ لعلّ من أبرز خصائص الإسلوب القرآني عامة ، وإسلوب القصص خاصة ، خاصية الإيجاز المعجز ، الذي ينقل إليك المعنى كاملاً ومؤثراً في أقل القليل من الألفاظ مع إسقاط التفاصيل الجزئية.
الجانب النبوي :
لو ألقينا الضوء سريعاً على أهمية نصوص القصة النبوية من الناحية الأدبية والحضارية ؛ لظهرنا بالنتيجة التالية :
١ ـ أنّها تمثل لوناً من ألوان النشر الفني الممتع الجميل ، الذي جاء معبراً عن فكرته في ألفاظ سهلة ميسرة ، وأنّه لون جَدّ بعد الإسلام ، بعيداً عن منهج النشر الجاهلي ، الذي كان يخضع لسيطرة سَجْع الكُهّان ، وهي بذا تضيف رصيداً جديداً إلى عطاء العهد الإسلامي في المجال الأدبي ، ثم أنّها تتقدم خطوة أوسع من حيث أهميتها الفنية ، حيث جاءت في لون قصصي حافل بالعناصر القصصية العامة لهذا الفن.
٢ ـ أنّها محتوى رائع لتجارب قصصية متنوعة في مختلف المجالات ، وبهذا تتيح فرصة كبيرة جداً للأدباء كي يستفيدوا منها ، وتفتح لهم آفاقاً واسعة ، بعيدة المدى في أعماق التاريخ والحضارة والوجود الإنساني والكوني في الماضي والمستقبل.
٣ ـ تظهر قيمتها الحضارية في أنّها تُعبِّر عن صورة الحضارة ، التي يجب أن ينشدها الإنسان ، وهي أن يمارس حياته وفقاً للنظام الذي أودعه الله في هذا الكون من التوازن والإنسجام ؛ وذلك بأن يعيش حياته بجوانبها المادية والمعنوية الروحية ، ومجموعة القصص النبوي تفيض بالعطاء والخير للإنسانية في مجالها الحضاري.