حقيقة أنّ الأحلام كانت في الماضي تحذِّر وتلهم ، ومن ثم صنّفت الأحلام مع غيرها من الفنون التي لها أسرارها ، على أنّها من عمل الشيطان» (٢٨١).
٣ ـ الأحلام في العصور الوسطى في اليابان :
«قبل هور البوذية كان الإمبراطور الياباني هو الذي يقوم بالحلم ، وكانت حضانة الأحلام جزءاً من واجباته الدينية ، وقد إحتوى قصره على قاعة خاصة بالأحلام مزودة بسرير خاص يعرف باسم كامودوكو ينام عليه ، كلما واجهت البلاد كارثة يريد حلاً لها» (٢٨٢).
ب ـ فوائد الرؤى :
س / هل توجد فوائد للرؤى أم لا؟
ج / قبل الإجابة على هذا السؤال ، ينبغي الإشارة إلى ما روي عن إمامنا الصادق عليه السلام : (فَكِّر يا مُفَضّل في الأحلام ، كيف دبّر الأمر فيها؟ فمزج صدقها بكاذبها ، فإنّها لو كانت تصدق ؛ لكان الناس كلهم أنبياء ، ولو كانت كلها تكذب ؛ لم يكن فيها منفعة ، بل كانت فضلاً لا معنى له ، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس ، في مصلحة يهتدى لها ، أو مَضرّة يتحذر منها ، وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الإعتماد) (٢٨٣).
وبعد الإشارة إلى هذا الحديث : نستعرض الفوائد التالية :
أولاً ـ إنّها الحوادث التي يستدل بها على وجود عالم قادر مختار ، ولشدّة لطافتها ، ودقة مأخذها ، وفسحة عالمها ، وكثرة العجايب المودعة فيها ، فإنّ
__________________
(٢٨١) ـ المصدر السابق.
(٢٨٢) ـ نفس المصدر.
(٢٨٣) ـ الخليلي ، محمد بن الشيخ صادق : من أمالي الإمام الصادق ، ج ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.