الزهراء ، ولقد شكرناك وشكر الله لك عملك ، وأنت رفيقتنا في درجة القدس في الجنة. قال : فانتبهت من النوم والرأس في حجرها ، فلما أصبح الصبح ، جاء بعلها لأخذ الرأس ، فلم تدفعه إليه وقالت : ويلك طَلّقْنِي فوالله لا جمعني وإياك بيتاً. فقال : إدفعي لي الرأس وإفعلي ما شئت. فقلت : لا والله لا أدفعه إليك ، فقتلها وأخذ الرأس ، فَعَجّل الله بروحها إلى الجنة بجوار سيدة النساء» (٤٥٦).
٥ ـ رأس الجَالُوت :
ذكر الشيخ محمد باقر المجلسي (قده) في كتابه (بحار الأنوار) قصة رأس الجالوت كالتالي :
«وروي عن زين العابدين عليه السلام : أنّه لما أتي برأس الحسين إلى يزيد ، كان يتخذ مجالس الشراب ، فحضر في مجلسه ذات يوم رسول ملك الروم ، وكان من أشراف الروم ، فقال : يا ملك العرب هذا رأس من؟ فقال له يزيد : مالك ولهذا الرأس؟ فقال :إنّي إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته ، فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه حتى يشاركك في الفرح والسرور.
فقال له يزيد : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب. فقال الرومي : ومن أمه؟ فقال : فاطمة بنت رسول الله. فقال النصراني : أُفٍ لك ولدينك لي دين أحسن من دينك ، إنّ أبي من حوافد داود عليه السلام ، وبيني وبينه آباء كثيرة ، والنصارى يعظموني ويأخذون من تراب قدمي تبركاً بأبي من حوافد داود ، وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله ، وما بينه وبين نبيكم إلا أمّ واحدة؟ فأي دين دينكك؟١
__________________
(٤٥٦) ـ البحراني ، السيد هاشم : مدينة المعاجز ، ج ٢ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠.