فقال : هذا رأس الحسين بن علي عليهما السلام ، وفيه ملك الدنيا. فقالت له : إبشر فإنّ خصمك غداً جده محمد المصطفى ؛ ثم قالت : والله لا كنت لي ببعل ، ولا أنا لك بأهل ، ثم أخذت عموداً من حديد وأوجعت به دماغه ، فانصرف من عندها وأتى به إلى الثعلبية ؛ فقالت : ما هذا الرأس الذي معك؟ قال : رأس خارجي خرج على عبيد الله بن زياد. فقالت : وما إسمه؟ فأبى أن يخبرها ما إسمه ، ثم تركه على التراب وجعل عليه إجانة ، قال : فخرجت إمرأته في الليل فرأت نوراً ساطعاً من الرأس إلى عنان السماء ، فجاءت إلى الإجانة فسمعت أنيناً وهو يقرأ إلى طلوع الفجر ، وكان آخر ما قرأ (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [ابراهيم / ٤٢] ، وسمعت حول الرأس دوي كدوي الرعد ، فعلمت أنّه تسبيح الملائكة ، فجاءت إلى بعلها وقالت : رأيت كذا وكذا ، فأي شيء تحت الإجانة؟ فقال : رأس خارجي قتله الأمير عبيد الله بن زياد ، وأريد أذهب إلى يزيد بن معاوية ليعطيني عليه مالاً كثيراً قالت : ومن هو؟ قال الحسين بن علي. فصاحت وخَرّت مغشية عليها ، فلما أفاقت قالت : يا ويلك يا شَرّ المجوس ، لقد آذيت محمداً في عترته ، أما خفت من إله الأرض والسماء حيث تطلب الجائزة على رأس ابن سيدة نساء العالمين ، ثم خرجت من عنده باكية ، فلما قام رفعت الرأس ابن سيدة نساء العالمين ، ثم خرجت من عنده باكية ، فلما قام رفعت الرأس وقبلته ووضعته في حجرها ، وجعلت تقبله وتقول : لعن الله قاتلك وخصمه جدك المصطفى ، فلما جَنّ الليل ؛ غلب عليها الليل فرأت كأنّ البيت قد إنشق بنصفين وغشيه نور ، فجاءت سحابة بيضاء فخرج منها إمرأتان فأخذتا الرأس من حجرها وبكتا ، قالت : فقلت لهما : بالله من أنتما؟ قالت إحداهما : أنا خديجة بنت خويلد ، وهذه إبنتي فاطمة