جمالاً على مجدكم وفخركم ، فدماء الشهيد أغلى هدية قدمها لكم. ويظهر فلسفة الذات ومدى تقويتها بالقرب إلى الله بقوله :
في الكعبة العليا وقصتها |
|
نبأ يفيض دما على الحجر |
بدأت باسماعيل عبرتها |
|
ودم الحسين نهاية العبر (٥٤٥) |
تظهر عظمة الذات بالتضحيات والدماء الغالية ، لأجل المبدأ والعقيدة ، وأبرز مقال لها قصة تبدأ بالدم وتنتهي به ، بدأت بإسماعيل الذي أراد أن يضحي بنفسه في مقام التسليم لله ، فهي قصة دامية وإن لم تُرَقْ فيها الدماء ، وإنتهت بذكرى الحسين عليه السلام الذي جاءت إلى الحرم تقطر دماً في كربلاء ، فكلا الدمين مبداهما ومنهاهما الكعبة مجمع العباد لله عَزّ وجَلّ.
٢ ـ أمير الشعراء (شَوْقِي) (٥٤٦) :
عرف أحمد شوقي باحترامه وإجلاله لأهل البيت عليهم السلام ، وهذا واضح في ثنايا أشعاره ، يتفجع لما أصابهم ، ويتألم لرزاياهم ، نذكر من ذلك ما يلي :
أ ـ في منظومته الرائعة (دول العرب وعظماء الإسلام) يقول :
__________________
(٥٤٥) ـ المصدر السابق.
(٥٤٦) ـ أحمد شوقي بن علي ، بن أحمد شوقي أمير الشعراء ، وشاعر الأمراء ، بايعه أدباء عصره أميراً للشعراء في حفل أقيم في القاهرة عام (١٩٢٧ م). ولد في القاهرة عام (١٨٦٨ م). نشأ في ظل البيت المالك بمصر ودرس في بعض المدارس الحكومية ، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق ، وأرسله الخديوي توفيق سنة (١٨٨٧ م) إلى فرنسا ، فتابع دراسة الحقوق واطلع على الأدب الفرنسي ، وعاد سنة (١٨٩١ م) ، فعيّن رئيساً للقلم الأفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي ، وندب سنة (١٨٩٦ م) ، لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجنيف ، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى ، ونُحي عباس حلمي عن (خديوي) مصر ؛ أوعز إلى صاحب الترجمة بإختيار مقام مصر ، فسافر إلى أسبانيا سنة (١٩١٥ م) وعاد بعد الحرب فجعل من أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن توفي في القاهرة عام (١٩٣٢ م) الموافق لعام (١٣٥١ هـ).