٢ ـ السيد المرتضى :
«.. هذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد ، ولا مُعَوّل على مثل ذلك ، على أنّه يمكن مع تسليم صحته أن يكون المراد به : من رآني في اليقظة ؛ فقد رآني على الحقيقة ؛ لأنّ الشيطان لا يتمثل بي لليقظان ؛ فقد قيل : إنّ الشياطين ربّما تمثلت بصورة البشر ؛ وهذا أشبه بظاهر ألفاظ الخبر ؛ لأنّه قال : (من رآني ؛ فقد رآني) فأثبت غيره رائياً له ، ونفسه مرئية ، وفي النوم لا رائي في الحقيقة ولا مرئيّ ، وإنّما ذلك في اليقظة. ولو حملناه على النوم ؛ لكان تقدير الكلام : من إعتقد أنّه يراني في منامه وإن كان غيره راءٍ لي على الحقيقة ، فهو في الحكم كأنّه قد رآني ، وهذا عدول عن ظاهر لفظ الخبر وتبديل لصيغته» (٢٩٥).
٣ ـ الشيخ المجلسي :
«والظاهر أنّها ليست رؤية بالحقيقة ، وإنما هو بحصول الصورة في الحس المشترك أو غيره بقدرة الله تعالى. والغرض من هذه العبارة ، كأنّه يقول رجل : من أراد أن يراني ؛ فليرَ فلان ، أو من رأى فلان ؛ فقد رآني ، أو من وصل فلان ؛ فقد وصلني. فإنّ كل هذه محمولة على التجوز والمبالغة ، ولم يرد بها معناها حقيقة» (٢٩٦).
__________________
(٢٩٥) ـ المرتضى ، علي بن الحسين الموسوي : أمالي المرتضى ، ج ٢ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥.
(٢٩٦) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٥٨ / ٢٣٧.