٢ ـ ظهر يوم العاشر :
ذكر اليعقوبي في كتابه «تاريخ اليعقوبي» : «فإنّه لواقف على فرسه ، إذ اُتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة ، فأذّن في أذنه ، وجعل يحنّكه ، إذ أتاه سهم ، فوقع في حلق الصبيّ فذبحه ، في تلك الساعة ، فأذّن في أذنه ، وجعل يلطخه بدمه ويقول : والله لأنت أكرم على الله من الناقة ، ولمحمد أكرم على الله من صالح! ثم أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه» (٤١٨).
وذكر الشيخ الحائري (ره) في كتابه (معالي السبطين) : «وممن قتل من أولاد الحسين عليه السلام ـ كما حكي عن الحدائق الوردية ـ ، أنّه ولد بالطف في يوم عاشوراء للحسين عليه السلام ، ابن في وقت صلاة الظهر عند المحاربة ، فاُتي به إلى الحسين عليه السلام وهو قاعد بباب الخيمة ، فأخذه في حجره وأذن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ولَبّاه بريقه ، وقَبّله وسَمّاه ، إذ رماه عبد الله بن عقبة الغنوي بسهم في نحره ، فذبح في حجر الحسين عليه السلام ، وجعل عليه السلام يأخذ دمه ويرمي به إلى السماء.
قال الباقر عليه السلام : (لو وقعت منه على الأرض قطرة ؛ لنزل العذاب) وإلى هذه المصيبة أشار السيد في قصيدته :
ومنعطفاً أهوى لتقبيل طفله |
|
فقبل منه قبله السهم منحرا |
لقد ولدا في ساعة هو والردى |
|
ومن قبله في نحره السهم كبرا» (٤١٩) |
__________________
(٤١٨) ـ اليعقوبي ، احمد بن ابي يعقوب : تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ / ٢٤٥.
(٤١٩) ـ الحائري ، الشيخ محمد مهدي : معالي السبطين ، ج ١ / ٤٢٨.