وأيضاً ما روي ، من أنّه حينما بلغه عليه السلام ما يقوله القصاصون في قصة أوريا قال : من حَدّث بحديث داود على ما يرويه القصاص ؛ جلدته مائة وستين جلدة ، وذلك حد الفرية على الأنبياء» (١٨٥).
موقف بقية الأئمة (عليهم السلام) :
وأما بقية الأئمة عليهم السلام : فاستخدموا الأسلوب التالي :
١ ـ ذكر اليعقوبي : «ومَرّ الحسن يوماً وقاصّ يقصّ على باب مسجد رسول الله : فقال الحسن : ما أنت؟! فقال : أنا قاصّ يا ابن رسول الله. قال كذبت ، محمد القاصّ ، قال الله عَزّ وجَلّ : (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ) (١٨٦). قال : فأنا مذّكر. قال : كذبت ، محمد المذكر ، قال له عَزّ وجَلّ : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ) (١٨٧). قال : فما أنا؟ قال : المتكلف من الرجال» (١٨٨).
٢ ـ «إنّ الإمام السجاد عليه السلام قد نهى الحسن البصري عن مزاولة عمل القصص ، فاستجاب للنهي» (١٨٩).
٣ ـ وعن الإمام الباقر عليه السلام ، في تفسير قوله تعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا) (١٩٠) قال منه القصاص (١٩١).
__________________
(١٨٥) ـ العاملي ، السيد جعفر مرتضى : الصحيح من سيرة الرسول الأعظم ، ج ١ / ١٩٠.
(١٨٦) ـ الأعراف / ١٧٦.
(١٨٧) ـ الغاشية / ٢١.
(١٨٨) ـ اليعقوبي ، أحمد بن ابي يعقوب : تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
(١٨٩) ـ ابن خلكان ، أحمد بن محمد : وفيات الأعيان ، ج ٦ / ٧٠.
(١٩٠) ـ الأنعام / ٦٨.
(١٩١) ـ العياشي ، الشيخ محمد بن مسعود : تفسير العياشي ، ج ٢ / ٣٦٢.