ولذلك كان يستنكر على الخضر في كل مرة ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه القصة في سورة الكهف من آية (٦٦ إلى ٨٨). ومن هذا النوع ما ذكر في السيرة الحسينية ، كما في حوار محمد بن الحنفية للحسين عليه السلام في الخروج الى العراق : «وأتاه محمد بن الحنفية في الليلة التي سار الحسين في صبيحتها إلى العراق وقال : عرفت غدر أهل الكوفة بأبيك وأخيك ، وأني أخاف أن يكون حالك حال من مضى ، فأقم هنا فإنّك أعزّ من في الحرم وأمنعه. فقال الحسين : أخاف أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم ، فأكون الذي تستباح به حرمة هذا ال بيت ، فأشار عليه ابن الحنفية بالذهاب إلى اليمن أو بعض نواحي البر ، فوعده عبد الله في النظر في هذا الرأي ، وفي سحر تلك الليلة ، إرتحل الحسين عليه السلام فأتاه ابن الحنفية وأخذ بزمام ناقته وقد ركبها ، وقال : ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال : بلى ، ولكن بعدما فارقتك أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال : يا حسين ، اخرج فإنّ الله تعالى شاء أن يراك قتيلاً ، فاسترجع محمد ، وحينما لم يعرف الوجه في حمل العيال معه ، وهو على مثل هذا الحال ، قال الحسين عليه السلام : قد شاء الله تعالى أن يراهن سبايا» (٣٠).
رابعاً ـ الحوار :
ينظر إلى الحوار كاسلوب هام من الأساليب العملية القصصية ، وبناء الشخصية في القصة ، بحيث نستطيع أن نشهد هذه الشخصية وهي تتحدث في حوار مع الآخرين ، مُعَبِّرة عما تحمله من أفكار ، وسوف يأتي البحث مُفَصّلاً في (القصة الحوارية).
__________________
(٣٠) ـ المصدر السابق / ١٦٧.