شهر محرم الحرام ، فقلت في نفسي الليلة : إلى متى أكون صحفياً (أعتمد على صحائف الكتب) ، لا أفارق الكتب؟! فقمت أتفكّر في الإستغناء عنه والإسقلال في الخطاب ، وسَرّحت بريد فكري في أطراف هذا المقام ، إلى أن سئمت منه وأخذني المنام ، فرأيت كأنّي بأرض كربلاء في أيام نزول المواكب الحسينية فيها ، وخيمهم مضروبة ، وعساكر الأعداء في تجاههم .. كما في الرواية. فدخلت على فسطاط سيد الأنام أبي عبد الله (عليه السلام) ، فسلّمت عليه ، فقربني وأدناني ، وقال (عليه السلام) لحبيب بن مظاهر : إنّ فلاناً (وأشار إليّ) ضيفنا. أما الماء ؛ فلا يوجد عندنا منه شيء ، وإنّما يوجد عندنا دقيق وسمن ، فقم واصنع له منهما طعاماً واحضره لديه. فقام وصنع فيه شيئاً ووضعه عندي ، وكان معه ملعقة ، فأكلت مه لقيمات .. وانتبهت. وإذا أنا أهتدي إلى دقائق وإشارات في المصائب ولطائف وكنايات في آثار الأطايب ما لم يسبقني أحد ، وزاد كل يوم .. إلى أن أتى شهر الصيام ، وبلغت في مقام الوعظ والبيان غاية المرام» (٤٤١).
٧ ـ الشيخ يوسف البَحْرَانِي (٤٤٢) :
«حكى السيد محمد بن هاشم الحضراوي الخَطّي ، ـ المتوفى ٢٩ / ١ / ١٣٩٦ هـ ـ عن الشيخ حسين بن علي القديحي قال : إنّ العلامة الشيخ يوسف بن احمد ، بن ابراهيم. المحدث صاحب الحدائق الناضرة ، آل عصفور
__________________
(٤٤١) ـ النوري ، الميرزا حسين : دار السلام ، ج ٢ / ٣١٤.
(٤٤٢) ـ الشيخ يوسف ، بن الشيخ احمد ، بن ابراهيم ، بن احمد ، بن صالح ، بن احمد ، بن عصفور الدرازي البحراني ، العالم العامل ، المحدث الفقيه ، من أعاظم علماء الإمامية في عصره ، ولد في قرية (ماحوز) سنة (١١٠٧ هـ) ، حيث كان هاجر إليها والده من موطنه (دراز) لينهي دراسته على شيخه المحقق سليمان الماحوزي ، وتوفي في كربلاء بعد الظهر من يوم السبت ٤ ربيع الأول (١١٨٦ هـ).