١ ـ الأميرزا محمد مهدي الشيرازي (٤٢٩) :
جاء في كتاب «تحفة المجاور» : «سمعت عن جناب الأميرزا محمد مهدي الشهرستاني (ره) ـ وهو العالم الكبير المشهور ، الذي تولى الصلاة على بحر العلوم ، أعلى الله مقامه ، وأنّه أخبر بذلك ـ قال : تشرفت بمجاورة قبر ابي عبد الله الحسين عليه السلام في عنفوان الشباب ، وكان رجل كثير الصلاح من أهل (خواتون آباد) ، يسمى حاجي حسنعلي ، مجاوراً في النجف الأشرف ، ويقول : هو أحسن من كربلاء ؛ ومجاورة كربلاء تُورِّث قَسَاوَة القلب. فرأيت ليلة في المنام ، أنّي في رِوَاق حرم أمير المؤمنين عليه السلام من جهة الرأس تجاه الشباك الذي يرى منه الضريح المقَدّس ، والحاج المزبور أيضاً هناك ، وهو على عادته مشغول بانكار مجاورة كربلا ، فرأيت أنّ مولانا صاحب الزمان عليه السلام أيضاً في هذا المكان ، فسئل عنه الحاج حسنعلي وقال : إنّ جنابك مقيم في هذا المكان والناس يسيرون إلى سامراء لزيارتكم؟ فقال صلوات الله عليه : أنا فيه أيضاً .. فقال ذلك الرجل : إن تأذن لي أذهب وأفتح الباب واكنس ، فأذن له ثم قال الحجة عليها لسلام إبتداءً : لا يذهب بأحد من كربلاء إلى جهنم ، ثم أشار عليه السلام إلى ضريح أمير المؤمنين عليه السلام وقال : بحق أمير المؤمنين لا يقودون أحداً من كربلاء إلى جهنم. فوقع في خاطري أنّ قسم المعصوم لإنكار الحاج حسنعلي مجاورة كربلاء. ثم قال عليه السلام : بشرط أن يبيت فيه ليلة. وفهمت من كلامه عليه السلام أنّ مقصوده من بيتوتته ؛ هي القيام بعبادتها ؛ فقلت : إنّا ننام في الليالي إلى طلوع الشمس.
__________________
(٤٢٩) ـ هو السيد الأجل العالم الرباني ، المجاور للمشهد الحسيني على مُشَرِّفِه السلام ، يروي عن صاحب الحدائق ، ويروي عنه صاحب المستند ، توفي سنة ١٢١٦ هـ.