علق عليه بحوادث مشاهدة من قبله بالذات ، وجميع نظرياته تؤكد وجود الشيطان والمسيطر على عدد كبير من سكان العالم» (١١).
إنّ قضية الشيطان قد أخذت أشواطاً وأبعاداً في هذا العصر ، وما زالت قصص الشيطان تحدث في العالم بأسره ، والشيطان ما زال منذ الخليقة سيد موقفه يمارس كافة وساوسه. وبعد هذا نقول : إنّ القصص القرآنية والنبوية تحفل بالتحذير من هذه الشخصية ، وكذلك السيرة الحسينية حافلة بذلك كما في خطبة يوم كربلاء : (لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنسانكم ذكر الله العظيم فتباً لكم ولما تريدون) (١٢). وعَبّر عن أعدائه : (ونفثة الشيطان ومطفئي السنن) (١٣).
٥ ـ الحيوانات والطيور والحشرات :
ومن الشخصيات التي لها دور بارز في القصة سواء كانت قرآنية أو نبوية أو غير ذلك من أنواع القصة الحيوانات والطيور ، وهذا الدور يمكن تقسيمه إلى قسمين :
الأول ـ أنّ يكون لهذه الشخصية دور بارز ، وتعامل كأنّها شخصيات بشرية ، ومن أمثلة هذا النوع ما ذكره القرآن الكريم في قصة الهدهد مع النبي سليمان عليه السلام في قوله تعالى : (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) [النمل / ٢٠ ـ ٢١]. وأيضاً في قصة النملة معه عليه السلام ، كما في قوله تعالى : (حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل / ١٨].
__________________
(١١) ـ المصدر السابق / ١٦٢.
(١٢) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
(١٣) ـ نفس المصدر / ٢٣٤.