المفترسة يتطبع بطباعها ، وإلى هذا يشير العلم الحديث : «كما أثبت علم التغذية الحديث ، أنّ الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلها ؛ لإحتواء لحومها على سميات ومفرزات داخِلية تسري في الدماء وتنتقل إلى معدة البشر فتؤثر في أخلاقياتهم. فقد تبين أنّ الحيوان المفترس عندما يهمّ بإقتناص فريسته تفرز في جسمه هرمونات ومواد تساعده على القتال وإقتناص الفريسة .. وقد لوحظ على الشعوب آكلات لحوم الجوارح أو غيرها من اللحوم التي حَرّم الإسلام أكلها ـ أن تصاب بنوع من الشراسة والميل إلى العنف ولو بدون سبب إلا إلى الرغبة في سفك الدماء ، ولقد تأكدت الدراسات والبحوث من هذه الظاهرة على القبائل المتخلفة التي تستمرئ أكل مثل تلك اللحوم إلى حد أنّ بعضها يصاب بالضراوة فيأكل لحوم البشر ، كما إنتهت تلك الدراسات والبحوث أيضاً إلى ظاهرة أخرى في هذه القبائل ، وهي إصابتها بنوع من الفوضى الجنسية وإنعدام الغيرة على الجنس الآخر ، فضلاً على عدم إحترام نظام الأسرة ومسألة العرض والشرف .. وهي حالة أقرب إلى حياة تلك الحيوانات المفترسة ، حيث أنّ الذكر يهجم على الذكر الآخر من القطيع ويقتله ، لكي يحظى بإناثه إلى أن يأتي ذكر آخر أكثر شباباً وحيوية وقوة فيقتل المغتصب السابق وهكذا ..» (٥٥٩).
ثانياً ـ قداسة الدم :
مما تقدم نستفيد أنّ الدم يحكي طباع الإنسان وينبأ عن شخصيته من خير وشر ، فالإنسان الذي مصدر دمه من الحرام ، فهو شرير يفعل فعل الحيوانات المفترسة ، والطيور الجارحة ، وهكذا ينطبق على أعداء ومحاربي سيد الشهداء
__________________
(٥٥٩) ـ عبد الصمد ، محمد كامل : الإعجاز العلمي في السنة / ٨٤ ـ ٨٥.