١ ـ التعريف الوصفي :
لا بد لكل موضوع من المواضيع عنوان يبرزه يُسَمّى بالتعريف ، والتعاريف تختلف حسب واضعيها ، ولعل أهم التعاريف المستخدمة ، هي الوصفية (اللفظية) ، ويمكن حصرها فيما يلي :
أ ـ اللغوي :
القِصَصَ بكسر القاف : جَمْعٌ واحدة قِصَّة. والقِصّة في لغة العرب : الأخبار المروية ، والأنباء المحكية ، وقد سَمّى القرآن الكريم ما ذكره من أنباء الغابرين قصصاً ، قال تعالى : (كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ) [طه / ٩٩] ، وقال تعالى : (ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ) [هود / ١٠٠]. والعرب تجعل كل خبر قِصّة ، إلا أنّ المتأمل فيما تعارف عليه أهل الأدب أنّ القِصّة لون خاص من الأخبار ذو طبيعة خاصة ، وعلى ذلك فكل قِصّة خبر ، وليس كل خبر قِصّة ، فعلى سبيل المثال : ما ذكره القرآن الكريم من خلق السموات والأرض والملائكة ونحو ذلك أخبار وليست بقصص ، وأما أخبار الرسل مع أقوامهم ونحو ذلك ، فهي قصص وأخبار.
وبعد هذا التمهيد يمكن حصر ما ذكره اللغويون في تعريف القِصّة فيما يلي :
١ ـ القَصّ : تتبع الأثر ، يقال : قصصت أثره ، والقَصَصَ : الأثر ، قال تعالى : (فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا) [الكهف / ٦٤] (٢).
__________________
(٢) ـ الراغب الإصفهاني ، الحسين بن محمد : المفردات في غريب القرآن ، ج ٢ / ٥٢٢ ـ ٥٢٣.