٢ ـ إنّ المعاجز حادث بقدرة الباري عَزّ وجَلّ ونواميسه المجهولة ، التي يستحيل على الخلق محاكاتها وإدراك أسرارها ، وبهذا تتميز عن الإختراعات العلمية تميزاً واضحاً. ومن الأمثلة على ذلك ما يلي :
«إستطاع الإنسان أن يغور في الغواصات إلى أعماق البحار ، ويمكث في أغوار لججها أياماً عديدِة ، متذرعاً إلى ذلك بالوسائل العلمية ال حديثة. أما بقاء ذي النون عليه السلام في بطن الحوت وأغوار البحر محروماً من نسيم الهواء ، وعرضة للهضم والتلاشي في جوفها ، كما تتلاشى فيه الأغذية ، فهو سر إعجازي يعجز الإنسان عن إدراك كنهه ، وهكذا إستطاعت حضارة القرن العشرين أن ترتاد الفضاء الخارجي ، وتُحلق إلى سطح القمر ، مستخدمة في ذلك طاقاتها العلمية ووسائلها الفنية. أما المعجزة الخارقة ؛ فهي التي حققها الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بعروجه إلى قمم السماء ، مجرداً من جميع الأجهزة والوسائل العلمية ، إلا الوسائل الإلهية المعجزة التي بلغته ذلك المستوى الأرفع ، الذي يقصر الإنسان عن إدراكه والتطلع إليه» (٤٧٨).
٣ ـ إعتراف علماء الغرب بعجزهم عن الوصول إلى كل أسرار الكون نذكر منهم ما يلي :
البروفسور (سيسيل بايس هامان) ـ أستاذ أمريكي في البيولوجيا قال : «إنّ الطبيعة لا تفسر شيئاً من الكون ، وإنما هي نفسها بحاجة إلى تفسير». ف لو أنك سألت طبيباً : ما السبب وراء إحمرار الدم؟ لأجاب : لأنّ الدم خلايا حمراء ، حجم كل خلية منها ٧٠٠ / ١ من البوصة!
ـ حسناً ، ولكن لماذا تكون هذه الخلايا حمراء؟
__________________
(٤٧٨) ـ الصدر ، السيد مهدي : أصول العقيدة ، ج ٢ / ٧٩ ـ ٨٠.