ـ في هذه الخلايا مادة تسمى (الهميوجلوبين) ؛ وهي مادة تحدث لها الحمرة حين تختلط بالأوكسجين في القلب.
ـ هذا جميل. ولكن من أين تأتي هذه الخلايا التي تحمل الهميوجلوبين؟
ـ إنّها تصنع في كبدك.
ـ عجيب! ولكن كيف ترتبط هذه الأشياء ا لكثيرة من الدم والخلايا والكبد وغيرها ، بعضها ببعض إرتباطاً كلياً ، وتسير نحو أداء واجبها المطلوب بهذه الدقة الفائقة؟
ـ هذا ما نسميه بقانون الطبيعة.
ـ ولكن ما المراد بقانون الطبيعة هذا ، يا سيدي الطبيب؟
ـ المراد بها القنون : هو الحركات الداخلية العمياء للقوى الطبيعية والكيمياوِية.
ـ ولكن لماذا تهدف هذه القوى دائماً إلى نتيجة معلومة؟ وكيف تنظم نشاطها حتى تطير الطيور في الهواء ، ويعيش السمك في الماء ، ويوجد إنسان في الدنيا ، بجميع ما لديه من إلإمكانات والكفاءات العجيبة المثيرة؟
ـ لا تسألني عن هذا ، فإنّ علمي لا يتكلم إلا عن : (ما يحدث) ، وليس له أن يجيب : (لماذا يحدث؟) (٤٧٩).
ثم عَلّق على هذه الأسئلة وحيد الدين خان بقوله : «يتضح من هذه الأسئلة مدى صلاحية العلم الحديث لشرح العلل والأسباب وراء هذا الكون ولا شك أنّه قد أبان لنا عن كثير من الأشياء التي لم تكن على معرفة بها ، ولكن الدين جواب لسؤال آخر لا يتعلق بهذه الكشوف العلمية ، فلو أنّ هذه الكشوف
__________________
(٤٧٩) ـ خان ، وحيد الدين : الإسلام يتحدى / ٣٢ ـ ٣٤.