ـ في قصر بني مقاتل (٣٣٠) :
ذكر الشيخ المفيد (ره) : «ولما كان آخر الليل أمر فتيانه بالإستسقاء من الماء ، ثم أمر بالرحيل من قصر بني مقاتل ، فقال عقبة بن سمعان : سرنا معه ساعة فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم إنتبه ، وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً ، فأقبل إليه إبنه علي بن الحسين (عليهما السلام) على الفرس ، فقال : ممّ حمدت الله واسترجعت؟ فقال : يا بني ، إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نعيت إلينا. فقال له : يا أبت لا أراك الله سوءاً ، ألسنا على الحق؟ قال : بلى ، والذي إليه مرجع العباد. قال : فإننا إذا لا نبالي أن نموت محقين ؛ فقال له الحسين (عليه السلام) : جزاك الله من ولد خير ما جزء ولداً عن والده» (٣٣١).
ـ في كربلاء :
لسيدنا الحسين عليه السلام عدّة رؤى في كربلاء ، نذكر منها ما يلي :
١ ـ (الشيخ الطريحي في المنتخب) قال : «نقل أنّ الحسين عليه السلام ، لما كان في موقف كربلاء أتته أفواج من الجن الطيارة وقالوا له : يا حسين نحن أنصارك فمرنا بما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كل عدو لكم لفعلنا ، فجزاهم خيراً وقال لهم : إني لا أخالف قول جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، حيث
__________________
(٣٣٠) ـ ينسب القصر إلى مقاتل حَسّان بن قعلبة ، ونسبة الحموي في المعجم إلى امرئ القيس بن زيد بن مناة بن تميم ، يقع بين عين التمر والقطقطانية والقريان ، خرّبه عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس ، ثم جَدّده.
(٣٣١) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد النعمان : الإرشاد ، ج ٢ / ٨٢.