أمرني بالقدوم عليه عاجلاً ، وإنّي الآن قد رقدت ساعة ، فرأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ضمني إلى صدره ، وقبّل ما بين عيني وقال لي : يا حسين ، إنّ الله عَزّ وجَلّ قد شاء الله أن يراك مقتولاً ، ملطخاً بدمائك ، مخضباً شيبك بدمائك ، مذبوحاً من قفاك ، وقد شاء الله أن يرى حرمك سبايا ، على أقتاب المطايا. وإنّي والله أصبر حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين» (٣٢٢).
٢ ـ ذكر الشيخ المفيد (قده) : «... ثم نادى عمر بن سعد : يا خيل الله إركبي وأبشري ، فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر ، وحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتب بسيفه ، إذ خفق برأسه على ركبتيه ، وسمعت اخته الصيحة فدنت من أخيها فقالت : يا أخي ، أما تسمع الأصوات قد إقتربت؟ فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال : إنّي رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الساعة في المنام فقال لي : إنّك تروح إلينا. فلطمت أخته وجهها ونادت باويل ، فقال لها : ليس لك الويل يا أخيّه ، اسكتي رحمك الله» (٣٣٣).
٣ ـ «وقال في المناقب : فلمّا كان وقت السحر خفق الحسين رأسه خفقة ثم إستيقظ فقال : أتعلمون ما رأيت في منامي الساعة؟ فقالوا : وما الذي رأيت يا ابن رسول الله؟ فقال : {أيت كأنّ كلاباً قد شدّت عليّ لتنهشني ، وفيها كلب أبقع رأيته أشدّها عليّ ، وأظنّ أنّ الذي يتولى قتلي رجل أبرص من بين هؤلاء القوم ، ثم أنّي رأيت بعد ذلك جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه
__________________
(٣٣٢) ـ النوري ، ميرزا حسين : دار السلام ، ج ١ / ٧٧.
(٣٣٣) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان : الإرشاد ، ج ٢ / ٨٩ ـ ٩٠.