فلما رأى النصراني تلك الحالة وسمع هذه المقالة من سيد الشهاء أغمي عليه ، فلما أستفيق من غشوته وقد حضر عنده شيخ القبيلة والجماعة الذين كانوا معه قالوا له : ما الذي عرض لك؟ قال : أقسمكم بالله تعالى لقنوني كلمة الإسلام ، فعلموه كلمة الشهادتين ، فلما أسلم حَدّثهم بما رأى وسمع» (٤٦٩).
٨ ـ الرجل اليماني :
ذكر الشيخ كمال معاش ، في كتابه (الحسين ريحانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم) : «.. قد إلتقيت قريباً بأحد الأخوة اليمنيين ـ إلتقيت به ليلة الثامن من شهر ربيع الأول سنة ١٤٢٢ هـ ، المصادف ليلة الجمعة ـ ؛ فسرد لي قصة رآها في عالم الرؤيا ، وهي كالتالي :
رأيت في عالم الرؤيا في يوم مقتل سيدنا الحسين عليه السلام ـ أي يوم العاشر من شهر محرم ـ أنّي مسافر من أرض إلى أرض ، فوجدت نفسي في صحراء كبيرة ، ورأيت جيشاً قد سَدّ الأرض ـ أي ملأها ـ خيولاً وأسلحة ورجالاً ، ورأيت في الجهة المقابلة رجلا على فرس ووراءه نساء وأطفال سمعته يقول : هل من مغيث يغيثنا ، هل من مجير يجيرنا ، هل من موحدٍ يخاف الله فينا ، هل من ذابٍّ يذبُّ عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجئت إليه وقلت له : لبيك وسعديك يا ابن رسول الله ، سأقاتل عنكم مخافة من الله ، وحُبّاً لنبيكم ، ومخافة من النار ، فقال : خذ بارك الله فيك ، وأعطاني سيفاً لم أرَ أحسن منه ، وكان شديد اللمعان ، فنظرت إلى وجه سيدي الحسين عليه السلام ، وله لحية سوداء شديدة السواد ، شبيه بسواد الكحل ، إلا أنّ به شعرات بِيض يَشعّ منها نور عجيب
__________________
(٤٦٩) ـ الدّربندي ، الشيخ آغا بن عابد الشيرواني : إكسير العبادات في أسرار الشهادات ، ج ١ / ٢١٦ ـ ٢٢٠.