كنور المصباح الأبيض ، وحَانَة مني إلتفاتة إلى جبهته الكريمة ، فرأيت نوراً يسطع منها كنور الشمس ، بل أقوى ، فأحرق عيني ، فصرخت بأعلى صوتي؟ قد عميت. فمسح بيده اليمنى الكريمة على عيني ، فردَّ لي بصري ، وأصبح بصري قوياً ، وقال لي : «قاتل بارك الله فيك». فقاتلت الأعداء قتال المستميتين ، وقد قتلت منهم ما يقارب الثلاثين فارساً ، وكنت أضربهم بالسيف فيموتون ، وهم يضربونني وتخرج الدماء مني ولكن لا أموت ، وكان سيدي الحسين عليه السلام يقاتل على الجهة اليمنى ، فحال الفرسان بيني وبين الحسين عليه السلام ، فرأيتهم أحاطوا به ، فحاولت أن أمضي إليه لأخلصه منهم ، وهم يحيطون بي من كل مكان ، فرأيتهم قد أثخنوه بالجراح ، وسقط بأبي وأمي على الأرض ، والعجيب في الأمر أنّ جواد سيدنا الحسين عليه السلام لا يفرّ عنه ولا يهرب ، وكان الجواد متعلقاً بسيدنا الحسين عليه السلام كتعلق الأمّ بولدها ، وبقي يدافع عنه ويضرب برجليه كل فارس يقترب من جسد الحسين عليه السلام ، ورأيت نوراً يخرج من الجواد ، وكان قد أصيب بجراحات كثيرة يخرج منها نور ، وبدا لي كأنّه ليس من خيول الأرض ، حيث إنّه كان مطيعاً لسيدنا الحيسن عليه السلام وهو ملقى على الأرض ، فيأتيه ويشم جراحات الحسين عليه السلام ، ثم يلطخ جبينه بدمه عليه السلام ، إنشغلت بالقتال ولم أرَ الجواد ، وجعلت أنظر إلى الحسين عليه السلام وقد إشترك في قتله ثلاثة ، أحدهم ضربه برمح ، والآخر بسيف ضربات ، ثم نزل الثالث ـ وكان الإمام عليه السلام ملقى على الأرض ـ فضرب برجله صدر الحسين عليه السلام ، ثم أمسك برأس الحسين وذبحه كما تذبح الشاة ، فجئت إلى الرجل وأمسكته من رقبته ودفعته عن جسد سيدي الحسين عليه السلام وقلت : لعنك الله ،