أتدري من قتلت؟ هذا سيد شباب أهل الجنة ، هذه ابن سيد المرسلين وحبيب ربّ العالمين ، كأنّي ألهمت وقلت ذلك على الطبيعة ، فقال : أعطوني مالاً ، وقالوا : أقتله فقتلته. فاستيقظت من النوم مرعوباً محزوناً ، وقد توقّف شعر رأسي ، وأصابني حزن وبكاء عظيم.
بعد ذلك أعطاني الله قوة عجيبة في بصري ، فصرت أرى النملة السوداء في الغرفة الظلماء ، كأنّما في وضح النهار ، وصرت أرى أموراً عجيبة ، وإستمرّ في حديثه قائلاً : كنت أبكي على سيدنا الحسين عليه السلام في ذات ليلة ، وكانت ليلة جمعة ، فدعوت الله عَزّ وجَلّ أن يبلغ روحه مني السلام ، وأنا في أرض بعيدة لا أستطيع زيارة سيد الشهداء عليه السلام ، وفي عالم الرؤيا جاءني رجل مرتدياً عمامة مثل عمامتكم ولباسكم في المنام ، وقال لي : أتريد أن تزور الحسين؟ قلت : نعم. قال : فأخذ بيدي وذهب بي إلى مكان في منزلي لا يوجد فيها أثاث ولا فرش ، بل أرض خالية قال لي : إنظر ، فإذا أنا بحفرة في وسط المنزل. فقال لي : إنظر هذا قبر الحسين عليه السلام ، بحبك للحسين وآله يَسّر لك قبره وأنت في بيتك ، فنزلت إلى هذه الحفرة ، فوجدت فيها حفرة ثانية داخل تلك الحفرة الأولى ، فنزلت ، فرأيت جسداً بدون رأس ، ولمسته بيديَّ هاتين ، فرأيت أنّه لا يوجد موضع من جسده إلا وفيه ضربة سيف ، أو طعنة برمح ، وكان مُقَطّع الأعضاء قُطَعَةً قُطَعَة. والعجب في الأمر أنّ هذه الأوصال المقطعة مخيطة بخيوط سود ، ويخرج دم قانٍ كأنّه قتل في هذه الساعة ، وتفوح منه رائحة طيبة أطيب من رائحة المسك ، لم أشمّ مثلها قبل ذلك اليوم ، فجعلت أبكي عليه ، وإجتمع أهلي على صوت بكائي ، وكان ضمن من غجتمع من أهلي هو خالي ، وكان يشكو ألماً في رجله اليمنى لا يستطيع المشي ، فقلت لهم