الأرض تضطرب بدم عبيط ، وكأنّي بالحسين عليه السلام سخلي وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه يستغيث فلا يغاث ، وكأنّ الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون : صبراً آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإنّكم تقتلون على أيدي شرار الناس ، وهذه الجنة يا أبا عبد الله إليك مشتاقة ، ثم يعزونني ويقولون : يا أبا الحسن أبشر فقد أقرّ الله عينيك (يوم القيامة) ، يوم يقوم الناس لرب العالمين. ثم إنتبهت هكذا ، والذي نفس علي بيده ، لقد حدثني الصادق المصدّق ، أبو القاسم أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا ، وهذه أرض كربلاء يدفن فيها الحسين عليه السلام ، وسبعة عشر رجلاً من ولدي وولد فاطمة عليها السلام ، وإنّها لفي السماوات معروفة تذكر أرض كرب وبلاء ، كما تذكر بقعة الحرمين ، وبقعة بيت المقدس) (٣٢١).
٣ ـ الإمام الحسين (عليه السلام) :
إنّ نهضة الحسين عليه السلام مرتبطة بأوامر إلهية ، سواء عن طريق إخبارات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ، أو من خلال الرؤى التي رآها سبطه سيد الشهداء عليه السلام ، في المدينة أو مكة ، أو في أثناء طريقه إلى كربلاء ، أو في كربلاء ، فكلها رؤى صدق ، مفادها العناية بتلك النهضة التي أحيت الدين الحنيف ، نذكر منها ما يلي :
ـ عند قبر النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) :
«وقال محمد بن أبي طالب الموسوي ـ في سياق خروجه عليه السلام من المدينة ـ : (فلما كانت الليلة الثانية ، خرج إلى القبر أيضاً وصلى ركعات ، فلما فرغ من صلاته ؛ جعل يقول : (اللهم هذا قبر نبيك محمد ، وأنا ابن بنت نبيك ، وقد
__________________
(٣٢١) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي بن بابويه : أمالي الصدوق / ٤٧٨ (مجلس ٨٧ ـ حديث ٥).