عليه السلام فقد عَبّر عنهم في خطبته بكربلاء (أملئت بطونكم من الحرام؟!!) وخطبته بمكة المكرمة : (كأنّي بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشاً جوفا ، وأجربة سغبا). وقد مضى شرح هذه الخطبة في بداية هذا الجزء. والإنسان الذي مصدر دمه من الحلال ، فينبأ عن طيب عنصره وإنسانيته التي يريدها الله عَزّ وجَلّ. وبعد هذا التمهيد ؛ تظهر لنا قداسة الدم كالتالي :
أ ـ التبرك بدم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) :
إنّ بعض البشر لهم تركيبة إلهية خاصة ، وهم الأنبياء والأوصياء ، وفي طليعتهم نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، الذين نَصّ القرآن الكريم على عصمتهم وطهارتهم في قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الآحزاب / ٣٣].
فدمهم مُقدّس له مكانة عند الباري عَزّ وجَلّ لا يجوز سفكه ولا التعدي عليه. ومن الشواهد على قداسته عند المسلمين أنهم يتبركون بدم أشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما في الروايات التالية :
١ ـ شرب مالك بن سنان ، بن عبيد الأنصاري الخزرجي ـ والد أبي سعيد الخدري ـ ، دمه (صلى الله عليه وآله) يوم احد حين مسح الدم عن وجهه ، ثم إزدرده فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه ، فلينظر إلى مالك بن سنان) (٥٦٠).
__________________
(٥٦٠) ـ الأحمدي ، الشيخ علي بن حسين : التبرك / ٥٦ (عن الإصابة ج ٢ / ٦ ، وأسد الغابة / ٣٤٧ ، وكنز العمال ج ١٩ / ١١٩.