وفي رواية (البحار) هكذا : (قال : وأما الدم ؛ فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحتجم مرة فدفع الدم الخارج منه إلى أبي سعيد الخدري ، وقال له : غَيّبُه؟ فقال : غيبته في وعاء حريز ، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : إياك وأن تعود لمثل هذا ، ثم إعلم أنّ الله قد حَرّم على النار لحمك ودمك لما إختلط بدمي ولحمي ، فجعل أربعون من المنافقين ـ يهزؤن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقولون : زعم أنّه قد أعتق الخدري من النار لاختلاط دمه بدمه ، وما هو إلا كذاب مفتر! وأما نحن فنستقذر دمه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما إنّ الله يعذبهم بالدم ويميتهم به ، وإن كان لم يمت القبط. فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى لحقهم الرعاف الدائم ، وسيلان الدماء من أضراسهم ، فكان طعامهم وشرابهم يختلط بالدم فيأكلونه ، فبقوا كذلك أربعين صباحاً معذبين ثم هلكوا) (٥٦١).
٢ ـ إنّ عبد الله بن الزبير قال : (إحتجم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخذت الدم لأهريقه ، فلما برزت حسوته ، فلما رجعت ؛ قال : ما صنعت؟ قلت : جعلته في أخفى مكان. قال : ألفاك شربت الدم؟ ثم قال : ويل للناس منك ، وويل لك من الناس) (٥٦٢).
٣ ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : (إحتجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حجمه مولى لبني بياضه وأعطاه ، (ولو) كان حراماً ما أعطاه ، فلما فرغ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أين الدم؟ قال : شربته يا رسول الله. فقال : ما كان ينبغي لك أن تفعله ، وقد جعله الله لك حجاباً من النار) (٥٦٣).
__________________
(٥٦١) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ١٧ / ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(٥٦٢) ـ نفس المصدر ، ج ١٨ / ١١٢ ـ ١١٣.
(٥٦٣) ـ نفس المصدر ، ج ٥٩ / ١١٩.