٤ ـ عن أبي عبد الله ، جعفر الصادق ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : (ما إشتكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعاً قط إلا كان مفزعة إلى الحجامة. وقال أبو طيبة : حجمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعطاني ديناراً وشربت دمه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أشربته؟ قلت : نعم. قال : وما حملك على ذلك؟ قلت : أتبرك به. قال : أخذت أماناً من الأوجاع والأسقام والفقر والفاقة والله ما تمسك النار أبداً) (٥٦٤).
ـ نظرة في هذه الروايات :
بعد عرض هذه الروايات ؛ نخرج بالنتيجة التالية :
١ ـ نلاحظ أنّ قسماً من الروايات مفادها ، أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم ينكر على من شرب دمه للتبرك ، بل أقرّهم على ذلك ، فقال لمالك بن سنان : (من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمي ؛ فلينظر إلى مالك بن سنان) ، وقال لمولى بني بياضه : (وقد جعله الله لك حجاباً من النار) ، وقال لأبي طيبة (أخذت أماناً من الأوجاع والأسقام والفقر والفاقة ، والله ما تمسك النار أبداً).
٢ ـ ينكر على بعضهم شرب الدم من حيث حرمته ، فقال لسالم الحجام : (يا سالم ، أما علمت أنّ الدم حرام أكله ، أو ويحك يا سالم أما علمت أنّ الدم كله حرام لا تعد) (٥٦٥) وقال لعبد الله بن الزبير : (ويل للناس منك ، وويل لك من الناس ، والنتيجة التي توصلنا إليها :
إنّ جمعاً من الصحابة شربوا من دمه عليه السلام تبركاً وتعظيماً لمقامه صلى الله عليه وآله وسلم. وأما المنافقين الذين قالوا : (زعم أنّه قد أعتق الخدري من النار ، لإختلاط دمه
__________________
(٥٦٤) ـ المصدر السابق.
(٥٦٥) ـ الأحمدي ، الشيخ علي بن حسين : التبرك / ٥٦ (عن السيرة الحلبية ، ج ٢ / ٢٤٨ ، وتبرك الصحابة / ١٥).