الماحوزي البحراني ، المتوفى عام ١١٨٦ هـ. كان يسكن في أواخر حياته بجوار سيد الشهداء في كربلاء ، فلما وقع في شكواه الذي توفي فيه أوصى أن ينقل بعد وفاته ؛ ليوارى في جوار أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف الأشرف ؛ ليأمن من حساب القبر ، فرأى في منامه الإمام الحسين عليه السلام يقول له : (يا يوسف ، شرفتنا بجوارك لنا حال الحياة فلم حرمتنا منه بعد الوفاة؟! وهل صدر منا بحقك مساءة أو تقصير؟!). قال : حاشى لله يا مولاي ، إنّي ما رأيت منكم إلا كل جميل وإحسان ، ولكني كما تعلم قد قمت بتأليف هذه الموسوعة الفقهية في الأحكام الشرعية ، وناقشت في بعضها العلماء ، وطرحت بعض النصوص ، ورددت بعض الآراء ، وأخشى أن تحاسبني الملائكة في ذلك ، فلو حاسبتني على كل جملة وفقرة من الكتاب ، لإستمر حسابي إلى عشرين سنة على الأقل ، فرأيت أن آمن بجوار أبيك مما أخشاه. قال عليه السلام : يا يوسف ، أقم في جوارنا ولك علينا أن لا يصل إليك أحد من ملائكة الحساب ، نحن نكفيك كل ما تخشاه وتنال منا كلما تؤمله وتتمناه من أمير المؤمنين عليه السلام. فلما أصبح دعا أولاده فأخبرهم بما تعهد به الحسين عليه السلام ونهاهم عن نقله إلى كربلاء. وأمرهم أن يواروه عند الباب الذي يدخل منه الزوار لزيارة الشهداء ، مما يلي رجلي علي الأكبر وأبيه الحسين. فلما توفي اُودع جثمانه حيث طلب على باب المدخل للحضرة المقدسة من ناحية مقابر الشهداء ، وقد ضَمّ إليه بعد ذلك من العلماء السيد علي صاحب الرياض ، والسيد محمد باقر البهبهاني ، والسيد مرتضى بحر العلوم ، والد السيد مهدي بحر العلوم ، صاحب (الدرّة النجفية) ، وقد وضع على المقابر الأربعة ساجة كبيرة ، وكتب عليها أسماؤهم» (٤٤٣).
__________________
(٤٤٣) ـ البحراني ، السيد محمد صالح : النمارق الفاخرة ، ج ٣ / ٧٨ ـ ٧٩ ، «بتصرف» ـ المؤلف.