هذا الحسين دمه بكربلاء |
|
رَوّى الثرى لما جرى على ظما |
واستشهد الأقمار أهل بيته |
|
يهوون في الترب فرادى وثُنا |
ابن زياد ويزيدُ بغيا |
|
والله والأيام حربُ من بغى |
لولا يزيد بادئاً ما شربت |
|
مروانُ بالكاس التي بها سقى (٥٤٧) |
وتظهر فلسفة الدم في البيت الأول ؛ حيث أوضح أنّ الحسين عليه السلام قدّم دمه الغالي فداء للدين والعقيدة وعزّة وشرف الإسلام والإنسانية ، وهو مع ذلك ظمآن.
ب ـ ويقول في عنوان (الحرية الحمراء) :
في مهرجان الحق أو يوم الدم |
|
مهج من الشهداء لم تتكلم |
يبدو عليها نور نورُ دماتها |
|
كدم الحسين على هلال محرم |
يوم الجهاد بها كمصدر نهاره |
|
متمايلُ الأعطاف مبسَمُ النغم (٥٤٨) |
ويُظهر في هذه الأبيات أنّ دم الحسين عليه السلام نور يستضاء به ، لدم كل شهيد كافح من أجل الحق وحرية الإنسانية في جميع العصور ، ويطيب له أن يربط الحوادث بيوم الحسين عليه السلام الذي لا يغيب عن خاطره. يقول في رواية (مجنون ليلى) : «كان الحسين بن علي كعبة القلوب والأبصار في جزيرة العرب ، بعد أن قتل أبوه علي ، ومات أخوه الحسن .. وكذلك ظل الحسين قائماً في نفوس هناك ، صورة مقدّسة لبداوة الإسلام تستمد أنظر ألوانها من صلته القريبة بجده
__________________
(٥٤٧) ـ شبّر ، جواد : أدب الطف ، ج ٩ / ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٥٤٨) ـ نفس المصدر.