والغرض الديني ، ومع ذلك ، فإنّ الوحدة القصصية ـ بالرغم من التوزع ـ إحدى سمات القصة القرآنية.
ثانياً ـ يتنوع شكل القصة القرآنية كالتالي :
١ ـ القصة الملحمية الطويلة الزاخرة بالأحداث ، والصراع والجدل والمأساة والوجدان المختلط ، والشخصيات المتعددة ؛ وذلك في إطار شخصية محورية واحدة تقود الصراع وتحسمه ، ونموذج هذا النوع القصصي الملحمي ، قصة موسى عليه السلام ؛ فهي قصة مكتملة في البناء التعبيري ورسم الشخصية ، حيث وردت منذ المولد وحتى وقوفه بقومه أمام الأرض المقدسة ، وقد عرضها القرآن في حلقات تتوزع على سور قرآنية عدة ، بدءاً بالإشارة وإنتهاء بالتفصيل .. فيما يربوا على الثلاثين سورة ، ما بين مكية ومدنية.
٢ ـ القصة المتوسطة الطول ، ونموذج هذا النوع القصصي قصة ابراهيم عليه السلام ، فقد عرضت في حلقات ، فحلقة عن إيمانه ، واُخرى عن المحاورة حول الأصنام ، وثالثة عن الذبح والفداء ، ورابعة عن بناء الكعبة ، وخامسة حول البعث ، والحلقات تتابع لتكون جسم القصة ككل.
٣ ـ القصة القصيرة ، ونموذج هذا النوع القصصي قصة نوح عليه السلام وإن إكتنفها بعض البسط والتفصيل ، وتبقى القصة القصيرة ، حيث تبرز الموقف إبرازاً موجزاً غاية الإيجاز.
ثالثاً ـ تبدأ معظم القصص بإشارة مقتضبة ، ثم تطول هذه الإشارات شيئاً فشيئاً ، ثم تعرض حلقات كبيرة تكون في مجموعها أحداث القصة.