الجانب القرآني :
وردت القصة في القرآن الكريم كوسيلة تنفذ من خلالها الدعوة إلى القلوب ، ومن ثم أصبحت القصة من أنجح الوسائل التعبيرية في تهذيب النفوس ، وصقل القلوب ورياضتها على الصلاح ، وتقويم السلوك وتعديله ، وتشخيص الحقيقة المجردة ، وأخذ العبرة والعظة ، وهذه القصص بأنواعها وتنوعاتها في القرآن ، توضح لنا طريقة إلقاء التعاليم والمبادئ والآداب والأحكام الإسلامية ، وهذا الإسلوب الحكيم ينادي به اليوم علماء التربية ، وخبراء التعليم في المدرسة الحديثة ، حيث يكون المتلقون أكثر إستعداداً لتلقي التوجيهات والحلول بقلوب متشوقة إلى المعرفة ، وأذهان متفتحة لاكتشاف الحقيقة.
وتظهر أهمية القصة في القرآن الكريم من خلال تنوعها ، فالتنوع القصصي باب كبير يحتاج إلى دراسة ؛ لأنّه يتناول طريقة العرض القرآني في السرد القصصي ، وإيراد الحدث ما يتضمنه من إجمال وتفصيل وخوارق ومعجزات ، وفجوات تثير الذهن وتحمل الخيال على تجسيد المشهد وتصوره ، ورصد الموقف والشخصية ، مما يعطي للنص تأثيره الفعال في سرعة النفاذ إلى جوهر النفس.
والذي يهمنا بحثه في هذا التنوع يمكن تلخيصه فيما يلي :
أولاً ـ تتنوع القصة القرآنية من حيث الشكل الفني تنوعاً يتراوح بين الإجمال والتفصيل ، وفي كل حالاتها يتلائم التنوع مع السياق والنسق التعبيري والغرض الديني ، وذلك أنّ القرآن الكريم إيفاء للغرض والفني معاً ، يورد من القصة التي تتنامى وموضوع السورة وتتلاءم