وذلك لأهمية الملائكة من خلال تنفيذهم للأوامر الإلهية ؛ كإيصال الوحي إلى الأنبياء ، وكتابة أعمال البشر ، وقبض الأرواح ونحو ذلك من الأوامر. فهم جند الله الذين لا يعصونه ما أمرهم ، يوجههم بوحيه وأمره.
٣ ـ الجن :
خلق الله من نار السموم ، وهم خلق غير مرئي. وذهب بعض الباحثين إلى القول بـ : «أنّ الجن له قاسم مشترك مع الملائكة والإنس ، فالجن هم بين بين.
أولاً ـ إشتراك بالخفاء مثل الملائكة تماماً ؛ أي أنّهم كائنات غير مرئية.
ثانياً ـ إشتراك بحرية الإرادة والإختيار مثلهم بذلك كالانس تماماً ...» (٧).
وقد جاء لفظ الجن في القرآن الكريم في (٢٢ مورداً). والملاحظ لهذه الآيات يخرج بهذه النتيجة التالية :
١ ـ الجن خلق قبل الإنس كما أشار القرآن الكريم في قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) [الحجر / ٢٦ ـ ٢٧].
٢ ـ أنّهم يشاركون الإنس في التكليف والعبادة.
٣ ـ أنّهم يشاركون الإنس في الحياة على هذه الأرض ، ولهم إرتباط بهم ، قال تعالى : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) [الجن / ٦١].
٤ ـ أنهم يشاركون الإنس في أنبيائهم ، وخير شاهد على ذلك ما ذكره القرآن عن قصة سليمان عليه السلام مع الجن ، كما في سورة النحل / ١٧ ، ٣٩ ، وسبأ / ١٢ ، ١٤. وقصة إستماع الجن للقرآن كما في سورة الأحقاف / ٢٩ ،
__________________
(٧) ـ العبد الله ، رياض : الجن والشياطين بين العلم والدين / ٣١.