وليس هذا بمنافٍ للخبر الذي من قوله (من رآني فقد رآني) ؛ لأنّ معناه : فكأنما رآني» (٣٠٠).
٢ ـ ذهب الشيخ يوسف البحراني ، والشيخ فخر الدين الطريحي ، والسيد عبد الله شبّر ، إلى أنّها على نحو الحقيقة ، كما هو المستفاد من عبارة الشيخ البحراني والطريحي ، وكما هو المستفاد من عبارة السيد عبد الله شبّر التالية :
«في كون هذه الرؤيا هل هي على سبيل الحقيقة ـ بمعنى أنّ الرائي له في المنام مقل الرائي له في اليقظة ـ أم لا؟
ظاهر الأخبار ، وفي بعض أخبار العامة : (من رآني ؛ فقد رآني الحق) قال ابن الأثير في النهاية (٣٠١) : أي رؤيا صادقة ليست من أضغاث الأحلام. وقيل : فقد رآني حقيقة غير مشتبه» (٣٠٢).
وبعد ذكر آراء العلماء حول هذا الموضوع ، ينبغي ذكر ما إستدل به الشيخ البحراني من أدلة تنفع في هذا المجال ، وهي كالتالي :
قال في مناقشة للشيخ المفيد والمجلسي : «ولا يخفى بُعده :
أما أولاً ـ فلما رواه في كتاب (كمال الدين) (٣٠٣) ، من أنّه روى في الأخبار الصحيحة ، عن أئمتنا عليهم السلام : أنّ من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أو أحداً من الأئمة ـ صلوات الله عليهم ـ قد دخل مدينة أو قرية في منامه ،
__________________
(٣٠٠) ـ الكراجكي ، الشيخ محمد بن علي بن عثمان : كنز الفوائد ، ج ٢ / ٦٤ ـ ٦٥.
(٣٠١) ـ ابن الأثير ، مجد الدين المبارك بن محمد : النهاية في غريب الحديث والأثر ، ج ١ / ٤١٣.
(٣٠٢) ـ شبر ، السيد عبد الله : مصابيح الأنوار ، ج ٢ / ١١ ـ ١٢.
(٣٠٣) ـ كمال الدين وتمام النعمة ، للشيخ الصدوق.