صاحب الدار واحرقوه بانلار ، فخرجت أنت يا يزيد من الدار وانت تقول : النار النار ، أين المفَرّ من النار. فأمر يزيد بضرب عنقها» (٤٥٣). وفي رواية أخرى : (.. وكان لها جارية ـ أي زوجة يزيد أم حبيب ـ ، كانت نائمة فانتبهت من نومها ، ولطمت وجهها ومَزّقَت ما كان عليها من الثياب الفاخرة وقالت : شاهت وجوهكم وتعست جدودكم يا أولاد الشجرة الملعونة في القرآن ، ونسل الرجس والطغيان ، يا آل أبي سفيان ، المتهمين في أنسابكم ، المعروفين بقبائح أحسابكم ، حيث لم يصحّ إسلامكم ، ولم يثبت عند الله إيمانكم ، ويلكم هؤلاء أولاد اليعسوب الزكي ، والبر التقي أمير المؤمنين ، ثم أنشأت تقول :
وجوه نورها يزهو |
|
كنور البدر والشمسِ |
رسول الله والطهر |
|
خيار الجن والانس |
حسين السبط مقتول |
|
بسيف الفاسق الرّجس |
قال الشعبي : ثم خرجت إلى يزيد (لع) ، وهي منشورة الشعر فقالت : ويلك يا يزيد ، كُفّ عن ولد فاطمة الزهراء عليها السلام ، فإنّي كنت الساعة نائمة فرأيت في منامي كأن أبواب السماء قد فتحت ، ورأيت أربعة من الملائكة قد أحاطوا بقصرك وهم يقولون : إحرقوا هذه الدار ، فقد سخط على أهلها الملك الجبار. قال سهل : وكانت هذه المرأة زوجة ليزيد (لع) فقال لها : ويلك وترثين لأولاد فاطمة الزهراء ، والله لأقتلنك شَرّ قتلة. قالت له : وما ينجني من القتل؟ قال : تقومين على قدميك وتسبين علي ابن ابي طالب وعترته ؛ فإنّك تنجين
__________________
(٤٥٣) ـ الدربندي ، الشيخ آغا بن عابد الشيرواني : إكسير العبادات في أسرار الشهادات ، ج ٣ / ٦٥٣ ـ ٦٥٤.