وهما في الفرات مستنقعين في إزارهما فقالا : ان للماء سكانا كسكان الأرض ثم قالا : اين تذهب؟ فقلت : الى هذا الماء قالا : وما هذا؟ قلت : ماء يشرب في هذا الحير (١) يخف له الجسد ويخرج الحر ويسهل البطن هذا الماء له سر ، فقالا : ما نحسب ان الله تبارك وتعالى جعل في شيء مما قد لعنه شفاء ، فقلت : ولم ذاك؟ فقالا ان الله تبارك وتعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء ، بماء منهمر ، فأوحى الى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا أجاجا.
١٥ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام أخبرنى عن قول الله عزوجل : (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ) فأنى كان موضعه وكيف كان؟ فقال : كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة [المسجد] ميمنة المسجد فقلت له : فان ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم ، ثم قلت له : وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال : نعم ان الله عزوجل أحب أن يرى قومه آية ثم ان الله تبارك وتعالى أرسل عليهم المطر يفيض فيضا ، وفاض الفرات فيضا ، والعيون كلهن فيضا فغرقهم الله عزوجل وأنجى نوحا ومن معه في السفينة.
١٦ ـ على بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد اللهعليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لم تنزل قطرة من السماء من مطر الا بعدد معدود ووزن معلوم ، الا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليهالسلام فانه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن أبى حمزة الثمالي عن أبى رزين الأسدي عن أمير المؤمنين عليهالسلام انه قال : ان نوحا عليهالسلام لما فرغ من السفينة وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في إهلاك قومه أن يفور التنور ، ففار التنور فقالت امرأته : ان التنور قد فار؟ فقام اليه فختمه فقام الماء (٢) وادخل من أراد أن يدخل ، وأخرج من أراد أن يخرج ، ثم
__________________
(١) الحير : الموضع الذي يجتمع فيه الماء.
(٢) قام الماء : جمد.