فقدها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فسأل عنها جبرئيل عليهالسلام فقال زارت اختالها لحبها في الله.
٣٥ ـ في أمالي الصدوق رحمهالله عن الباقر عليهالسلام حديث طويل يذكر فيه خروج الحسنين عليهماالسلام من عند جدهما صلوات الله عليهم ونومهما في حديقة بنى النجار وطلب النبي لهما حتى لقيهما ، وفيه : وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب ، وجناحان جناح قد غطت به الحسن ، وجناح قد غطت به الحسين ، فلما ان بصر بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تنحنح فانسابت الحية (١) وهى تقول : اللهم انى أشهدك واشهد ملائكتك ان هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما اليه سالمين ، صحيحين فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله أيتها الحية ممن أنت؟ قالت : انا رسول الجن إليك ، قال : واى الجن؟ قالت : جن نصيبين نفر من بنى مليح ، نسينا آية من كتاب الله عزوجل فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله ، فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادى : أيتها الحية هذان شبلا رسول الله صلىاللهعليهوآله فاحفظهما من العاهات والآفات ومن طوارق الليل والنهار فقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين وأخذت الحية الآية وانصرفت.
٣٦ ـ في مجمع البيان بعد ان نقل كلاما في سبب وورد الجن الى النبي صلىاللهعليهوآله وقال آخرون امر رسول الله صلىاللهعليهوآله ان ينذر الجن ويدعوهم الى الله ويقرأ عليهم القرآن ، فصرف الله اليه نفرا من الجن من نينوى ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : انى أمرت ان اقرأ على الجن الليلة فأيكم يتبغى؟ فاتبعه عبد الله بن مسعود قال عبد الله : ولم يحضر معه أحد غيري ، فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة ودخل نبي الله شعبا يقال له شعب الحجون ، وخط لي خطا ثم أمرني ان اجلس فيه ، وقال : لا تخرج منه حتى أعود إليك ، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته اسودة كثيرة حتى حالت بيني وبينه حتى لم اسمع صوته ، ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط ، وفرغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع الفجر فانطلق فبرز ثم قال : هل رأيت شيئا؟ فقلت : نعم رأيت رجالا سودا مستثفري (٢) ثياب بيض ، قال : أولئك
__________________
(١) انسابت الحية : جرت وتدافعت في مشيها.
(٢) الاستشفار هو ان يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه.