وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها فدخلوها فقال : (كُونِي بَرْداً وَسَلاماً) فكانت بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال : يا رب أقلنا ، فقال : قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء من هؤلاء (١).
٣٥ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن زرارة ان رجلا سأل أبا جعفر عليهالسلام عن قوله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) الاية فقال وأبوه يسمع عليهماالسلام حدثني أبى ان الله عزوجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم عليهالسلام ، فصب عليها العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا ، ثم صب عليها الماء المالح الأجاج (٢) فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا ، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله ، وأمرهم جميعا ان يقعوا في النار ، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها.
٣٦ ـ على بن محمد عن ابن أبى حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن إبراهيم عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليهالسلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة ، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة الى سماء الدنيا ، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا الى الأرض السابعة القصوى فأمر جل وعز كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا (٣) ومن السماء ذروا. فقال للذي بيمينه : منك الرسل و
__________________
(١) وللمحدث المولى محمد باقر المجلسي (قده) في كتابه مرآة العقول بيان لهذا الحديث ونقل في ذيل أصول الكافي ج ٢ صفحة ٧ فراجع ان شئت.
(٢) اى المالح المر.
(٣) الفلق : التفريق. والذرو : الاذهاب والتفرق.