عن أبيه عن أبى بصير قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ان فيك شبها من عيسى بن مريم الى قوله : قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهدي فقال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ان بنى هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل (١) «فأرسل (عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الاية (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ثم قال له : يا عمرو أما تبت واما رجليه؟ فقال : يا محمد بل تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس ذلك الى ، ذلك الى الله تبارك وتعالى فقال : يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن ارحل عنك فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته (٢) ثم أتى الوحي الى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) بولاية على (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) قال : قلت : جعلت فداك انا لا نقرءها هكذا؟ فقال : هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد صلىاللهعليهوآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليهاالسلام فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لمن حوله من المنافقين : انطلقوا الى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به ، والحديث طويل مذكور في الزخرف عند قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) الاية.
٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) قال : سئل ابو جعفر عليهالسلام عن معنى هذا فقال : نار تخرج من المغرب ، وملك يسوقها من خلفها حتى تأتى دار بنى سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع دارا لبني امية الا أحرقتها وأهلها ، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد الا أحرقتها وذلك المهدي عليهالسلام.
٨ ـ وفي حديث آخر لما اصطفت الخيلان يوم بدر رفع أبو جهل يده فقال : اللهم أقطعنا للرحم وآتنا بما لا نعرفه فاجئه العذاب ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ).
__________________
(١) هرق : اسم ملك الروم أراد بنى هاشم يتوارثون ملك بعد ملك.
(٢) الجندلة واحدة الجندل ـ : الحجارة ، ورضه : دقه. والهامة : رأس كل شيء.