يتصل بالتكاليف ؛ فرضا ، ونفلا ، وما يتصل بالأخلاق ، والآداب : عموما وخصوصا.
روى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : أن عثمان بن مظعون الجمحيّ قال : ما أسلمت أوّلا إلّا حياء من محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ولم يتقرر الإسلام في قلبي فحضرته ذات يوم ، فبينما هو يحدّثني ، إذ رأيت بصره شخص إلى السماء ، ثم خفضه عن يمينه ، ثم عاد لمثل ذلك ؛ فسألته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فقال : «بينما أنا أحدّثك إذ بجبريل ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ينزل عن يميني ، فقال : يا محمد ، إنّ الله ـ تعالى ـ يأمرك بالعدل : شهادة أن لا إله إلا الله ، والإحسان : القيام بالفرائض ، وإيتاء ذي القربى ، أي : صلة القربى ، وينهى عن الفحشاء : الزّنا ، والمنكر : ما لا يعرف في شريعة ، ولا سنة ، والبغي : الاستطالة». قال عثمان: فوقع الإيمان في قلبي ، فأتيت أبا طالب ؛ فأخبرته ، فقال : يا معشر قريش ، اتّبعوا ابن أخي ؛ ترشدوا ، ولئن كان صادقا أو كاذبا ، فإنه ما يأمركم إلا بمكارم الأخلاق ، فلما رأى الرسولصلىاللهعليهوسلم من عمه اللّين قال : يا عمّاه ، أتأمر الناس أن يتّبعوني ، وتدع نفسك! وجهد عليه ؛ فأبى أن يسلم ؛ فنزل : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ)(١).
وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ «إنّ أجمع آية في القرآن لخير وشرّ هذه الآية» (٢).
وعن قتادة : ليس في القرآن من خلق حسن ، كان في الجاهلية يعمل ، ويستحسن ، إلّا أمر الله ـ تعالى ـ به في هذه الآية ، وليس من خلق سيّىء ، إلّا نهى الله عنه في هذه الآية (٣).
وعن عليّ ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : «أمر الله ـ تعالى ـ نبيّه أن يعرض نفسه على قبائل العرب ؛ فخرج ، وأنا معه وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فوقفنا على مجلس عليهم الوقار ، فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : ممّن القوم؟ فقالوا : من شيبان ، فدعاهم رسول اللهصلىاللهعليهوسلم إلى الشهادتين إلى أن ينصروه ؛ فإنّ قريشا كذّبوه ، فقال مقرون بن عمرو : إلام تدعونا ، أخا قريش؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) الآية فقال
__________________
(١) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧ / ٥١) وعزاه إلى أحمد والطبراني وقال : رواه أحمد والطبراني وشهر وثقه أحمد وجماعة وفيه ضعف لا يضر.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٤١) وعزاه إلى أحمد والبخاري في «الأدب» وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٦٣٥) والحاكم (٢ / ٣٥٦) وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٤١) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور والبخاري في الأدب المفرد ومحمد بن نصر في «الصلاة» وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في «الشعب».
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٦٣٥) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٤٢) وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم.