معك ، فكن من المتّقين ومن المحسنين ، وهذه المعيّة بالرحمة والفضل والتربية.
وقوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ اتَّقَوْا) إشارة إلى التعظيم لأمر الله ، وقوله ـ جل ذكره ـ (وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) إشارة إلى الشفقة على خلق الله ، وذلك يدلّ على أن كمال سعادة الإنسان في التعظيم لأمر الله ، والشفقة على خلق الله ـ تعالى ـ.
قيل لهرم بن حيّان عند قرب وفاته : أوص ، فقال : إنما الوصيّة في المال ولا مال لي ، ولكن أوصيك بخواتيم سورة النحل ، قال بعضهم : إن قوله ـ جل ذكره ـ : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) منسوخ بآية السّيف ، وهذا في غاية البعد ؛ لأن المقصود من هذه الآية تعليم حسن الأدب في كيفيّة الدّعوة إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ ، وترك التّعدي وطلب الزيادة ، ولا تعلق بهذه الأشياء بآية السيف والله أعلم بمراده.
روى أبو أمامة ، عن أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة النّحل ، لم يحاسبه الله ـ تعالى ـ بالنّعيم الذي أنعم عليه في دار الدّنيا ، وأعطي من الأجر كالذي مات فأحسن الوصيّة» (١).
__________________
(١) ذكره الزيلعي في «تخريج أحاديث الكشاف» (٢ / ٢٥١) وعزاه للثعلبي عن أبي أمامة عن أبي بن كعب ولابن مردويه والواحدي في الوسيط.
وهو حديث موضوع.