ويجوز أن يكون محذوفا ، أي : آية عظيمة. وقرأ (١) عكرمة «وتقلبهم» بتاء التأنيث مضارع «قلب» مخفّفا ، وفاعله ضمير الملائكة المدلول عليهم بالسّياق.
وقوله : «ذات» منصوب على الظّرف ، لأنّ المعنى : ونقلّبهم من ناحية اليمين أو على ناحية «اليمين» كما تقدّم في قوله : تزاور (عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ).
وقوله : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ).
قرأ العامة «وكلبهم» وقرأ جعفر (٢) الصادق «كالبهم» أي : صاحب كلبهم كلابن وتامر ، ونقل أبو عمر الزاهد غلام ثعلب «وكالئهم» بهمزة مضمومة اسم فاعل من كلأ يكلأ أي: حفظ يحفظ.
و«باسط» اسم فاعل ماض ، وإنما عمل على حكاية الحال ، والكسائيّ يعمله ، ويستشهد بالآية.
والوصيد : الباب ؛ قاله ابن عبّاس والسديّ. وقيل : العتبة.
والكهف لا يكون له باب ، ولا عتبة ، وإنما أراد موضع الباب.
وقال الزجاج : الوصيد فناء البيت ، وفناء الدّار.
وقيل : الصّعيد والتّراب.
قال الشاعر : [الطويل]
٣٥٠٠ ـ بأرض فضاء لا يسدّ وصيدها |
|
عليّ ومعروفي بها غير منكر (٣) |
وجمعه : وصائد ووصد.
وقيل : الوصيد : الصّعيد والتّراب.
قال يونس ، والأخفش ، والفراء : الأصيد والوصيد لغتان ؛ مثل : الوكاف والإكاف.
وقال مجاهد ، والضحاك : «الوصيد» : الكهف (٤).
وأكثر المفسرين على أنّ الكلب كان من جنس الكلاب.
وروي عن ابن جريج : أنه كان أسدا ، وسمّي الأسد كلبا (٥) ، فإن النبي صلىاللهعليهوسلم دعا على عتبة بن أبي لهب ، فقال : «اللهم سلّط عليه كلبا من كلابك» فافترسه الأسد (٦).
__________________
(١) نسبها في الإتحاف ٢ / ٢١١ إلى الحسن.
(٢) ينظر : البحر ٦ / ١٠٥ ، والدر المصون ٤ / ٤٤١.
(٣) البيت لزهير ينظر : البحر المحيط ٦ / ٩٢ ، الكشاف (٢ / ٧١٠) ، القرطبي ١٠ / ٢٤٣ ، روح المعاني ١٥ / ٢٢٦ ، العمدة ٢ / ٨١ ، الدر المصون ٤ / ٤٤٣.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ١٩٥) عن مجاهد وقتادة.
(٥) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٣٩١) وعزاه إلى ابن المنذر.
(٦) تقدم تخريجه.