وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «أفضل الكلام أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر» (١).
وقال صلىاللهعليهوسلم : «أكثروا من الباقيات الصّالحات قيل : وما هنّ يا رسول الله؟ قال : الملة. قيل : وما هي يا رسول الله؟ قال : التّكبير ، والتّهليل ، والتّسبيح ، والتّحميد ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم» (٢).
وقال سعيد بن جبير ومسروق وإبراهيم ويروى أيضا عن ابن عباس : الباقيات الصّالحات : الصلوات الخمس (٣).
وقال قتادة : ويروى أيضا عن ابن عبّاس أنّها الأعمال الصالحة (٤)(خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) جزاء (وَخَيْرٌ أَمَلاً) أي : ما يؤمّله الإنسان.
قوله : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ) الآية.
لما بيّن خساسة الدّنيا ، وشرف القيامة ، أراد أن يعيّن أحوال القيامة.
قوله : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ) : «يوم» منصوب بقول مضمر بعده ، تقديره : نقول لهم يوم نسيّر الجبال : لقد جئتمونا ، وقيل : بإضمار «اذكر» وقيل : هو معطوف على (عِنْدَ رَبِّكَ) فيكون معمولا لقوله «خير».
وقرأ ابن كثير (٥) ، وأبو عمرو ، وابن عامر بضمّ التاء ، وفتح الياء مبنيا للمفعول ، «الجبال» بالرفع ؛ لقيامه مقام الفاعل ، وحذف الفاعل ؛ للعلم به ، وهو الله ، أو من يأمره من الملائكة ، وهذه القراءة موافقة لما اتّفق عليه في قوله (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ) [النبأ : ٢٠] ، ويؤيّدها قراءة عبد الله هنا (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ) فعلا ماضيا مبنيا للمفعول.
والباقون «نسيّر» بنون العظمة ، والياء مكسورة من «سيّر» بالتشديد ؛ «الجبال» بالنصب على المفعول به ، وهذه القراءة مناسبة لما بعدها من قوله (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً).
وقرأ الحسن كقراءة ابن كثير ، ومن ذكر معه إلّا أنه بالياء من تحت ؛ لأنّ التأنيث مجازيّ وقرأ ابن محيصن ، ورواها محبوب عن أبي عمرو : [«تسير»] بفتح التاء من فوق
__________________
(١) تقدم.
(٢) تقدم.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠) عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعمرو بن شرحبيل وأبي ميسرة.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٤١٠) وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤١٠) عن قتادة وعزاه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٥) ينظر في قراءاتها : السبعة ٣٩٣ ، والنشر ٢ / ٣١١ ، والتيسير ١٤٤ ، والإتحاف ٢ / ٢١٦ ، والحجة للقراء السبعة ٥ / ١٥١ ، وإعراب القراءات السبع ١ / ٣٩٧ والقرطبي ١٠ / ٢٧٠ ، والبحر ٦ / ١٢٧ ، والدر المصون ٤ / ٤١١.