على منبر دمشق ، والأصابع معلّقة فيه ، وآلى رجال من أهل الشّام لا يأتون النّساء ولا يمسّون الغسل إلّا من حلم ، ولا ينامون على فراش حتّى يقتلوا قتلة عثمان ، أو تفنى أرواحهم ، وبكوه سنة (١).
وقال الأوزاعيّ : حدّثني محمد بن عبد الملك بن مروان ، أنّ المغيرة ابن شعبة ، دخل على عثمان وهو محصور فقال : إنّك إمام العامّة ، وقد نزل بك ما نرى ، وإني أعرض عليك خصالا : إمّا أن تخرج تقاتلهم ، فإنّ معك عددا وقوّة. وإمّا أن تخرق لك بابا سوى الباب الّذي هم عليه ، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة ، فإنّهم لن يستحلّوك وأنت بها ، وإمّا أن تلحق بالشّام ، فإنّهم أهل الشّام ، وفيهم معاوية. فقال : إنّي لن أفارق دار هجرتي ، ولن أكون أوّل من خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أمّته بسفك الدّماء (٢).
وقال نافع ، عن ابن عمر : أصبح عثمان يحدّث النّاس قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم اللّيلة في المنام ، فقال : «أفطر عندنا غدا» فأصبح صائما ، وقتل من يومه (٣).
وقال محمد بن سيرين : ما أعلم أحدا يتّهم عليّا في قتل عثمان ، وقتل وإنّ الدّار غاصّة ، فيهم ابن عمر ، والحسن بن عليّ ، ولكنّ عثمان عزم عليهم أن لا يقاتلوا (٤).
ومن وجه آخر. عن ابن سيرين قال : انطلق الحسن والحسين وابن عمر ، ومروان ، وابن الزّبير ، كلّهم شاك السّلاح ، حتّى دخلوا على عثمان ،
__________________
(١) تاريخ دمشق ٣٨٠ ، ٣٨١ ، وانظر تاريخ الطبري ٤ / ٥٦٢.
(٢) تاريخ دمشق ٣٨٧ و ٣٨٨.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٧٥ ، أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٧٤ رقم ١٤٦٩ ، تاريخ دمشق ٣٨٩.
(٤) تاريخ دمشق ٣٩٥.