هو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحنفي الحلبي ، المعروف بشدة علمائه لأهل السنة والحديث ، لا سيما في بلده (حلب) ، حين كان يخطب على منبر مسجده يوم الجمعة ، ويستغله للطعن في أهل التوحيد المعروفين في بلده ـ بالسلفيين ـ خاصة ، وفي أهل التوحيد السعوديين وغيرهم الذين ينبزهم بلقب الوهابية عامة ، ويعلن عداءه الشديد لهم ، ويصرح بتضليلهم بقوله : «إن الاستعانة بالموتى من دون الله تعالى وطلب الغوث منهم جائز ، وليست شركا ، ومن زعم أنها شرك أو كفر فهو كافر ، ويتهمهم جميعا بشتى التهم ، التي كنا نظن أن أمرها قد انتهى ودفن ، لأن الناس قد عرفوا حقيقة أمرهم ، وأن دعوتهم تنحصر في تحقيق العبادة لله تعالى ، وإخلاص الاتباع لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإذا بأبي غدة هذا ، يتجاهل كل ذلك ، ويحيي ما كان ميتا من التهم حولهم ، ويلصقها بهم ، بل ويزيد عليها ما لم نسمعه من قبل ، فيقول من على المنبر : «إن هؤلاء الوهابيين تتقزز نفوسهم أو تشمئز حينما يذكر اسم محمد صلىاللهعليهوسلم» (سبحانك هذا بهتان عظيم) إلى غير ذلك من التهم الباطلة مما سمعه منه أهل بلده الذين حضروا خطبه بذلك ، وغيره مما جاء في التعليق على كتاب الاستاذ الفاضل فهر الشقفة : «التصوف بين الحق والخلق» (ص ٢٢٠) الطبعة الثانية ، وهذا موافق تماما لما قاله متعصب آخر مثله ، من حملة (الدكتوراه) في كتاب له :
«ضل قوم لم تشعر أفئدتهم بمحبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وراحوا يستنكرون التوسل بذاته صلىاللهعليهوسلم بعد وفاته».
فهل هذا توافق غير مقصود بذاته من هذين المتعصبين ، وإنما التقيا عليه بجامع الاشتراك في الحقد على أهل السنة ومعاداتهم ، دون اتفاق سابق بينهما على اتهامهم بهذه التهمة الباطلة التي نخشى أن يكونا أحق بها وأهلها أم الأمر كما قال تعالى : (أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ).
فلما كتب الله على البلاد السعودية أن يكون أبو غدة مدرسا في بعض معاهدها ـ كتم عداءه الشديد إياهم ولدعوتهم ، وتظاهر بأنه من المحبين لهم ، ولسان حاله ينشد :
ودارهم ما دمت في دارهم ، |
|
وأرضهم ما دمت في أرضهم! |
ودعم ذلك بقيامه على طبع بعض كتب الحديث والتعليق عليها ، وأحدها من