كتب الامام ابن القيم ، ويزين بعضها بالنقل عنه وعن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهماالله تعالى ـ ولكنه في الوقت نفسه لا يتمالك من النقل عن عدوهما اللدود وعدو أهل الحديث جميعا ، بل والإكثار عنه ، ألا وهو المدعو زاهد الكوثري ، الذي كان ـ والحق يقال ـ على حظ وافر من العلم بالحديث ورجاله ، ولكنه ـ مع الأسف ـ كان علمه حجة عليه ووبالا. لأنه لم يزدد به هدى ونورا ، لا في الفروع ولا في الأصول ، فهو جهمي معطل ، حنفي هالك في التعصب ، شديد الطعن والتحامل على أهل الحديث قاطبة ، المتقدمين منهم والمتأخرين.
فهو في العقيدة يتهمهم بالتشبيه والتجسيم ، ويلقبهم في مقدمة «السيف الصقيل» (ص ٥) بالحشوية السخفاء ، ويقول في كتاب «التوحيد» للامام ابن خزيمة : «انه كتاب الشرك»! أو يرمي نفس الامام بأنه مجسم جاهل بأصول الدين!
وفي الفقه يرميهم بالجمود وقلة الفهم ، وانهم حملة أسفار (!)
وفي الحديث طعن في نحو ثلاثمائة من الرواة اكثرهم ثقات ، وفيهم نحو تسعين حافظا ، وجماعة من الأئمة الفقهاء ، كمالك والشافعي وأحمد ، ويصرح بأنه لا يثق بأبي الشيخ ابن حيان ، ولا بالخطيب البغدادي ونحوهما! ويكذب الإمام عبد الله ابن الامام أحمد بن حنبل المتفرد برواية «المسند» عن أبيه ، وكأنه لذلك لا يعتبره من المسانيد التي ينبغي الرجوع إليها ، والاعتماد عليها فيقول في كتابه «الاشفاق على أحكام الطلاق» (ص ٢٣ طبع حمص) :
«مسند أحمد على انفراد من انفرد به ليس من دواوين الصحة أصلا» ثم قال (ص ٢٤) : «ومثل مسند أحمد لا يسلم من إقامة السماع والتحديث مقام العنعنة ، لقلة ضبط من انفرد برواية مثل هذا المسند الضخم»!
ثم هو يصف الحافظ العقيلي بقوله : «المتعصب الخاسر» ، وبالجملة فقل من ينجو من الحفاظ المشهورين وكتبهم من غمز ولمز هذا المتعصب الخاسر حقا مثل ابن عدي في «كامله» والآجري في «شريعته»! وغيرهما.
وهو إلى ذلك يضعّف من الحديث ما اتفقوا على تصحيحه ، ولو كان مما أخرجه